عالقتان في هونغ كونغ... قصة سعوديتين هربتا من عائلتهما تطلبان اللجوء

21 فبراير 2019
قصص هرب السعوديات باتت متكررة (فايز نور الدين/فرانس برس)
+ الخط -

روان وريم فتاتان سعوديتان هما بطلتا أحدث قصص الهرب من السعودية، وهما موجودتان حالياً في هونغ كونغ، بعدما فشلتا في التوجه إلى أستراليا حسب مخططهما بسبب تدخل عائلتهما والسلطات السعودية.

وكشفت شبكة "سي أن أن" الأميركية اليوم الخميس، تفاصيل قرار الأختين، اللتين أطلق عليهما اسمان غير حقيقيين لأسباب خاصة بأمنهما الشخصي، وهو القرار الذي اتخذتاه ليلة 6 سبتمبر/أيلول 2018، خلال رحلة سياحية عائلية في كولومبو عاصمة سريلانكا، وكانت الخطة هي التوجه إلى أستراليا عبر هونغ كونغ لطلب اللجوء، لكن فترة التوقف في هونغ كونغ التي كانت مقدّرة بساعتين استمرت لأكثر من خمسة أشهر.

وروت الأختان البالغتان من العمر 20 و18 سنة، أن "المعاملة كانت سيئة في المنزل، وكنا على قناعة تامة بأنه لا مستقبل لنا في هذا المجتمع الذي يضع النساء تحت ولاية الرجال، ويحدّ من طموحاتهن".

وقالت روان عن حياتها في السعودية: "في بيتنا، كنا دائماً الفتاتين المطيعتين اللتين يرغب أي أب وأم بهما. إن طلبوا منا تنظيف البيت، ننظف. وإن طلبوا منا الطبخ، نطبخ. هذه القواعد لا تنطبق على الأشقاء الذكور، بل كان يُطلب منهم ضربنا ليصبحوا رجالاً أفضل".

خططت ريم وروان للهرب سرّاً، وكانتا تناقشان خطتهما عبر رسائل "واتساب"، وفي الليلة الأخيرة لوجودهما في كولومبو، بدأتا التحضير للتنفيذ، فقامت ريم بحجز سيارة أجرة، وكان على روان الدخول إلى غرفة والديها للحصول على جوازي السفر.

في تلك الليلة، خرجت الفتاتان من المنزل للمرة الأولى من دون عباءة، وحجزتا مقعدين في رحلة إلى هونغ كونغ، ومقعدين آخرين في رحلة إلى ملبورن الأسترالية، بعدما حصلتا على فيزا سياحية لزيارتها عبر الإنترنت.


بعد وصول الطائرة إلى هونغ كونغ، بدأت عملية إعاقة خطتهما، وبعدها التقتا بمحاميهما مايكل فيدلر، الذي أخبرهما عن إلغاء رحلتهما إلى أستراليا، وأن هناك رحلة أخرى بانتظارهما إلى دبي، وقال فيدلر إن كاميرات المراقبة أثبتت وجود القنصل السعودي عمر البنيان، ونائب القنصل عبد الله حسين الشريف، في المطار، وأنهما تحدثا إلى الشابّتين.

خلال الحديث، استأذنت ريم وروان للذهاب إلى الحمام، وعندها قررتا الهرب من جديد. حينها، رأتا أحد جوازي السفر على الطاولة، فحاولت روان الحصول عليه، إلا أن أحد الرجلين صفعها على يدها.

ركضت الشابّتان بعيداً عن الدبلوماسيين السعوديين، وقتها لم تكن الكثير من التفاصيل قد تم كشفها حول تدخل الدبلوماسيين السعوديين في أمور مشابهة، وكان العالم لم يعرف بعد جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، التي تمت بعد أقل من شهر على هرب الفتاتين.

توجهت الشقيقتان بعدها إلى مكتب كاثاي للطيران، ثم إلى مكتب كانتاس للطيران، ولكنّ الموظفين السعوديين منعوهما من السفر مجدداً. ظلت الأختان في المطار لمدة ثلاث ساعات قبل أن تطلبا الإذن بالمغادرة إلى المدينة.

بعدها، وصل والدهما وشقيقهما إلى هونغ كونغ للبحث عنهما، فقامت الشرطة بتتبع مكانهما من خلال تتبع جوازات السفر عبر الفنادق، وتم جلبهما للتحقيق، ولكنهما رفضتا مقابلة والدهما.

وتحاول روان وريم الآن من خلال محاميهما الحصول على تأشيرة في بلد آمن، بعدما تم إلغاء جوازي سفرهما السعوديين.

وقبل أقلّ من شهرين، أعادت قضية الشابّة السعودية رهف القنون (18 سنة)، التي فرّت من عائلتها بسبب سوء المعاملة، إلى الواجهة مجدداً ملف فتيات وسيّدات سعوديات حاولن الفرار من عائلاتهن في السنوات الأخيرة لأسباب مختلفة، فواجهن الإعادة القسرية، إلى جانب حزمة من الاتهامات التي تنتهك حقوقهن الأساسية، ومنها "عقوق الوالدين"، و"الإضرار بسمعة المملكة" بسبب طلبهن الحصول على مساعدة.