في السياق، يؤكد مجدي محمود، صيدلي، أن ارتفاعات أسعار الأدوية بنسب تخطت 100 في المائة، تدل على وجود فساد توافقي بين جشع أصحاب الشركات، ومن يسمحون لهم برفع الأسعار، وليس نتيجة لارتفاع تكلفة الإنتاج.
وفي تصريح لـ"العربي الجديد" يقول محمود إن بعض المنشطات يحصل فيها الصيدلي على خصومات تصل إلى 80%، وهذا يعنى أن الشركة تربح برغم هذه الخصومات، ومع ذلك يتم تحريك أسعار مثل هذه المنتجات، بزعم ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ويشير إلى أن هذه الارتفاعات طاولت أدوية لأمراض مزمنة لا يمكن الاستغناء عنها، كعقار ليفاجول الخاص بأمراض الكبد، والذي ارتفع سعره خلال سنة من 45 إلى 90 جنيها أي بنسبة زيادة بلغت 100%.
تعطيش السوق
ويلفت علاء محمد، مسؤول مبيعات، بأحد مخازن الأدوية، إلى أن مسألة ارتفاع أسعار الأدوية أصبحت تتم بشكل فجائي، وهو ما يعرضهم للارتباك والبيع بالأسعار القديمة للمنتج الجديد.
ويوضح لـ"العربي الجديد" أن مسألة تعطيش السوق بهدف رفع سعره، سياسة لها جانبها السلبي من حيث التسويق، فغياب المنتج، خاصة مع وجود بدائل منافسة له لمدد قد تطول، تجعل المستهلك يبحث عن منتج آخر، وهو ما حدث بالفعل مع عدد من الأصناف، والتي خسرت الكثير من مستهلكيها عقب الظهور في الأسواق مرة أخرى.
ويعتقد سيد فؤاد، صيدلي في وزارة الصحة أن ارتفاعات أسعار بعض الأدوية بنسب تخطت 100%، هي بمثابة مجاملة للشركات على حساب المواطن، من باب الحفاظ على هذه الاستثمارات وخشية خروجها لدول أُخرى، موضحًا أن نسب الارتفاعات الطبيعية، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج لا تتعدى 50% على أقصى تقدير.
الضغط على وزارة الصحة
ويقول حاتم البدوي، سكرتير الشعبة العامة للصيدليات بالغرفة التجارية، لـ"العربي الجديد"، إن ارتفاع أسعار الأدوية له ما يبرره، نتيجة ارتفاع تكاليف الإنتاج من مواد خام، وعمالة، ووقود وخلافه، ومع ذلك مازالت أسعار الأدوية في مصر هي الأرخص عالميًا.
ويتابع: أما بخصوص اختفاء الأدوية قبل رفع الأسعار فله شقان، الأول أن الشركات تحاول أن تقلل من إنتاجها نتيجة الخسائر، لحين الموافقة على رفع الأسعار، والثاني أن الشركات تحاول الضغط على وزارة الصحة عن طريق "تعطيش السوق"، من أجل سرعة الموافقة على طلب رفع الأسعار.
ويكشف البدوي أن "الشعبة" طلبت من وزارة الصحة أكثر من مرة بمعاقبة الشركات التي توقف أو تقلل من انتاج دواء معين، حتى ولو كانت خاسرة، فمكاسبها خلال السنوات الماضية، تغطى تعرضها لمثل هذه الظروف، ولكن دون جدوى.