بات إنتاج النفط المصدر الرئيسي للدخل في ليبيا مهدّداً بالتوقف، وسط استمرار الصراع المسلح بين قوات حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً ومقرّها طرابلس وقوات اللواء خليفة حفتر (شرق). وحسب بيانات رسمية، تنتج ليبيا حالياً 1.2 مليون برميل يومياً.
وأبدى رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، مخاوفه من أن يؤدي استمرار حالة عدم الاستقرار في البلاد إلى فقد 95% من الإنتاج في إشارة إلى الهجوم الذي وقع بالقرب من حقل زلة النفطي، أول من أمس.
وقال صنع الله في تصريح صحافي نقله موقع المؤسسة، إن هذه الحادثة تؤكّد هشاشة الوضع الأمني في بلادنا، وتشدّد على الحاجة إلى وقف إطلاق النار فوراً، مضيفاً: "لقد تسببت الأعمال العدائية الراهنة في فراغ أمني لا يخدم إلا مصالح المتطرفين الذين يسعون إلى نشر المزيد من الفوضى في كافة أرجاء ليبيا".
وتعرضت بوابة شركة الزويتينة النفطية إلى هجوم مسلح من "داعش"، أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص من أفراد الحراسة. وأعربت المؤسسة الوطنية للنفط عن إدانتها الشديدة للهجوم الإرهابي، الذي شُنّ على مقربة من حقل زلة النفطي.
وذكرت مصادر مسؤولة من شركة الزويتينة، رفضت ذكر اسمها لـ"العربي الجديد"، أنها رفعت حالة التأهب القصوى في جميع الحقول النفطية التابعة لها، نظير مخاوف من هجمات أخرى.
ومن جانبه، قال المحلل الاقتصادي أبو بكر الهادي لـ"العربي الجديد"، إن هناك مخاوف حول الحقول النفطية الواقعة في الصحراء من التهديدات الأمنية، مضيفاً أن الاقتصاد الليبي يعتمد بشكل أساسي على النفط، وستؤثر أي أضرار بالحقول على برنامج الإصلاح الاقتصادي في ظل تراجع الإيرادات من النقد الأجنبي. وأكد الهادي أن الحرب بين الفصائل المتحاربة في جنوب طرابلس لها تأثيرات سلبية كبيرة على الوضع الأمني في الحقول.
وأوضح خبير الشؤون النفطية عثمان الحضيري لـ"العربي الجديد"، أن العمليات الحربية الجارية حالياً ليست لها علاقة بالمواقع النفطية بل بمحيط طرابلس، قائلاً إن حقل زلة متوقف عن الإنتاج منذ أكثر من أربع سنوات، بالإضافة إلى حقول الصباح والفداء والغاني والزناد والمبروك، مطالباً بوضع خطط لإعادة تشغيلها مرة أخرى.
وشركة الزويتينة للنفط التي شهدت الهجوم الأخير، شركة مساهمة تملكها المؤسسة الوطنية للنفط تقوم بإدارة العمليات النفطية في المناطق الممنوحة بموجب عقود الامتياز الخاضعة لاتفاقيتي المشاركة والمقاسمة، مع كل من شركتي "أوكسيدنتال العالمية" الأميركية و "أو.إم.في. ليبيا المحدودة" النمساوية.
وخلال عام 2016، قام تنظيم "داعش" بعمليتين في يونيو/ حزيران على بوابة السدرة القريبة من أكبر موانئ تصدير النفط بالبلاد. وحسب تقارير رسمية، تبلغ قيمة الخسائر الإجمالية التي تعرضت إليها المؤسسة الوطنية للنفط من قفل الحقول النفطية والسرقات والنهب، نحو 160 مليار دولار منذ 2012 وحتى منتصف 2018.