العراق يستعد لمؤتمر المانحين في الكويت مطلع 2018 لإعادة إعمار مدنه

20 نوفمبر 2017
خطة إعمار المدن المحررة ستستغرق 10 سنوات (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء العراقي، مهدي العلاق، اليوم الإثنين، أن "مطلع العام المقبل 2018 سيشهد انطلاق مؤتمر المانحين في الكويت، لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة، بمشاركة عدد كبير من دول العالم والشركات الاستثمارية المتخصصة".

وكشف، في بيان له صدر ببغداد، أن المؤتمر سيقام بدعم من البنك الدولي، مشيداً بدعم البنك لهذا المؤتمر الموسع، ولافتاً إلى أن "مرحلة إعادة الإعمار تعتبر أبرز التحديات التي تواجه الحكومة العراقية بعد تحرير المدن، وهناك مخطط مدروس لإعادة الخدمات إلى المدن المحررة، تليها مرحلة إعادة الإعمار، وتأهيل القطاعات المختلفة".


ويأتي هذا المؤتمر بعد تبرعات قدمتها الكويت، منتصف 2016، لإنشاء مراكز طبية ومدارس ومستشفيات في عدد من مدن العراق، منها البصرة وبغداد وصلاح الدين والأنبار ومناطق أخرى.

واعتبر خبراء أن المؤتمر من شأنه تقليص الفترة الزمنية لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة والتي دمرتها الحرب، وأتت على بنيتها الخدمية والاقتصادية، منذ منتصف عام 2014، نتيجة الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي.

وقال الخبير الاقتصادي ياسين الدراجي، لـ"العربي الجديد"، "إن انطلاق المؤتمر مطلع العام المقبل يتزامن مع تحرير آخر معقل لتنظيم "داعش" غرب البلاد، لتبدأ الحكومة العراقية مرحلة إعادة الإعمار، خاصة أن تلك المدن تعرضت لدمار هائل بسبب الحرب".


وأشار الدراجي إلى أن "الحكومة العراقية وحدها لا تملك الإمكانات اللازمة لإعادة الإعمار من دون مشاركة الدول المانحة الصديقة والشقيقة في هذه المرحلة والشركات العالمية والعربية المختصة، بسبب الأزمة المالية التي مازالت تعصف بالبلاد، منذ منتصف عام 2015، بسبب نفقات الحرب الكبيرة، التي أضعفت ميزانية البلاد".

وكان وزير التخطيط العراقي، سلمان الجميلي، قد أعلن، في مايو/أيار الماضي، أن خطة إعادة إعمار المدن المحررة تمتد لفترة زمنية مدتها 10 سنوات، بتكلفة تصل إلى 100 مليار دولار.

وذكر الجميلي أن "خطة إعادة الإعمار ستكون على مرحلتين؛ الأولى تمتد بين عامي 2018 و2022، والثانية بين عامي 2023 و2028".


وبعد إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تحرير الموصل، في يوليو/تموز الماضي، تلقى اتصالاً هاتفياً من أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الصباح، تعهد فيه الأخير باستضافة مؤتمر إعادة إعمار المناطق المحررة في العراق، قبل نهاية العام.

وتعرضت مدن الأنبار والموصل وصلاح الدين وديالى ومناطق أخرى في بغداد وكركوك إلى دمار هائل، بسبب الحرب بين القوات العراقية وتنظيم "داعش" الذي سيطر على تلك المدن منذ منتصف 2014.

وأسفرت الحرب عن خسائر كبيرة في البنية التحتية في المدن المحررة، من جسور ومجمعات تجارية ومستشفيات وجامعات ومدارس ودوائر حكومية وخدمية ومحطات الماء والكهرباء ومئات المعامل والمصانع وآلاف المنازل، وعشرات المجمعات السكنية، سببت تعطيل الحياة فيها، رغم عودة كثير من النازحين.

ويقول مراقبون إن العراق يتطلع إلى هذا المؤتمر، الذي ستشارك فيه عدد من الدول المانحة لدعم العراق الذي يمر بأزمة مالية كبيرة، نتيجة نفقات الحرب التي انتهت بالسيطرة على آخر معاقل "داعش"، ما يفسح المجال للشركات الأجنبية والعربية بدخول تلك المدن، والمباشرة بمرحلة إعادة الإعمار، أو دعم العراق بالأموال اللازمة للشروع بذلك.

 

المساهمون