ابتزاز وإرهاب إسرائيلي لـ" أورانج" الفرنسية رغم اعتذار مديرها

08 يونيو 2015
شركة أورانج إسرائيل (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

لم يلق الاعتذار الذي قدمه المدير العام لشركة أورانج، الفرنسية ستيفان ريشار، عن تصريحاته بشأن سحب الشركة لأعمالها من إسرائيل، آذاناً صاغية من قبل الإسرائيليين. فقد اعتبر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن اعتذار ريشار لا يتماشى والتصريحات التي أدلى بها في القاهرة.

وقال نتنياهو إن تلك التصريحات كانت الأشد عداءً لإسرائيل، مضيفاً أنه سيجري اتصالاً هاتفياً بالرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، حول موضوع المقاطعة ضد إسرائيل.

ومع أن ريشار سارع، منذ الجمعة، إلى الاعتذار عن تصريحاته والتوضيح أن أقواله فسّرت بطريقة خاطئة، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً، فقد قدمت الحكومة الإسرائيلية، عبر سفيرها في باريس، احتجاجاً رسمياً للحكومة الفرنسية، التي تملك 25% من أسهم الشركة، مطالبة إياها بالتنصل من تصريحات ريشار.

كما مارست إسرائيل ضغوطاً دبلوماسية وسياسية واضحة، بما في ذلك التلويح باتخاذ الجالية اليهودية لخطوات قضائية ضد الشركة، باعتبار أن القانون الفرنسي يحظر المقاطعة، من جهة، فيما أعلن صاحب شركة بارتنر الإسرائيلية، التي تشغل خدمات أورانج، حاييم سبان، المعروف بنشاطه في الولايات المتحدة ونفوذه هناك، أن الشركة الإسرائيلية ترفض اعتذار شركة أورانج

ولن تقبل بإملاءات خارجية.

اقرأ أيضاً: مشروع إقليمي لحماية الاتصالات من الانقطاع

لكن اللافت أنه بين إطلاق التصريحات في مصر وبين المقابلة التي منحها ريشار لـ"يديعوت أحرونوت" يوم الجمعة، لم تمر أكثر من 72 ساعة، أقر فيها ريشار أن أورانج جاءت لإسرائيل لتبقى فيها، وأن الشركة وضمن سياساتها العامة تريد فك علاقة العمل مع شركة بارتنر الإسرائيلية، على غرار ما فعلت في سويسرا والدومينيكان، حيث قطعت أورانج علاقاتها مع الشركات المحلية في الدول التي لا تقوم أورانج نفسها بتقديم خدمات الاتصالات فيها.

ومع ذلك، أعلن أمس، أيضاً، أنه إضافة إلى المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فقد أجرى ريشار اتصالاً بنائب رئيس الحكومة الإسرائيلية، سيلفان شالوم، وقدم اعتذاره عن التصريحات التي صدرت في القاهرة.

وأكد ريشار أن خلفية التصريحات هي تجارية واقتصادية بحتة لا علاقة لها بالسياسة. ودلّلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على ذلك بإشارتها إلى أن شركة أورانج تملك في إسرائيل استثمارات أخرى في مجال التقنية الرفيعة، كما أنها تستثمر في شركات التطوير التكنولوجي المختلفة، وتملك شركة في هذا المجال تدعى "فياكسس أوركا".

ولعلّ ما يثير الشبهات بأن تراجع ريشار عن تصريحاته ناجم عن ضغوط سياسية، هو إعلان جهات عدة في إسرائيل أن شركة بارتنر بدأت، في السنوات الأخيرة، تخسر من استخدام "ماركة أورانج"، خاصة بعد الإصلاحات التي أدخلت على سوق الهواتف الخلوية والتي جعلت كلفة "أورانج" غير مجدية اقتصادياً وتشكل عبئاً عليها.

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة "ذي ماركر" الاقتصادية، إن تصريحات وإعلان ريشار في مصر يتعلّق بشكل أكبر بمصالح الشركة العالمية الاقتصادية وترجيحها لكفة السوق العربية على السوق الإسرائيلية، وخاصة أن أورانج العالمية (فرانس تلكوم)، اشترت أخيراً شركة الاتصالات المصرية "موبينيل" وباتت تملك نحو 98% من أسهمها. ولدى موبينيل 33 مليون زبون.


اقرأ أيضاً: "أورانج" الفرنسية تعتزم الانسحاب من إسرائيل بسبب الاستيطان

المساهمون