السعودية واثقة من صعود سعر البرميل فوق 60 دولاراً

15 مارس 2015
مشروع نفطي في صحراء السعودية (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

يسود التفاؤل أوساط النفط السعودية بإمكانية تحسن أسعار النفط وصعودها فوق 60 دولاراً للبرميل لنوعية خام برنت، رغم ارتفاع إنتاج النفط الأميركي إلى أعلى مستوياته خلال شهر فبراير/شباط الماضي.

وقال مستشار وزير البترول السعودي إبراهيم المهنا خلال مؤتمر للطاقة في الدوحة، أمس الأحد، إن أسعار النفط بدأت في الاستقرار حول 60 دولاراً للبرميل، خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، وإنها ستواصل الصعود، بينما سيواصل الطلب على النفط النمو بقوة.

لكن في مقابل هذه التصريحات المتفائلة تقول إدارة معلومات الطاقة الأميركية إن إنتاج النفط الصخري يواصل الارتفاع رغم تواصل زيادة عدد منصات النفط التي توقفت عن الإنتاج.
 
وكان خبراء نفط يأملون أن يؤدي خروج المنصات النفطية من الحقول وتوقفها عن الإنتاج إلى انخفاض إنتاج النفط الصخري، وبالتالي سيسمح ذلك للأسواق بامتصاص الفائض وتحسن أسعار النفط.

ويفسر رئيس مجلس الاحتياط الفيدرالي "المركزي الأميركي" السابق آلان غرينسبان عملية زيادة الإنتاج الأميركي رغم بلوغ عدد المنصات النفطية التي توقفت 922 منصة بقوله "معظم هذه المنصات التي توقفت تعمل في حقول هامشية، وبالتالي لم تؤثر على كمية إنتاج النفط الأميركي".

ويرى غرينسبان، في تعليقات لتلفزيون بلومبيرغ، أن أوبك لم تعد تقود مستويات الأسعار، كما في السابق، وإنما شركات النفط الصخري الأميركية هي التي تقود الأسعار، بما لديها من مرونة في رفع وخفض الإنتاج"، وهو ما يعني أن شركات النفط الصخري الأميركية، وليست أوبك هي التي باتت تلعب دور المنتج المرجح أو المرن".

من جانبها، ترى الخبيرة في مصرف "غولدمان ساكس أليكس ستيل" أن أسعار النفط ستبدأ في التحسن مع امتلاء المستودعات النفطية الأميركية، لأن شركات النفط وقتها لن تجد مستودعات تخزن فيها الإنتاج الجديد، مما سيضطرها إلى خفض إنتاجها".

وتحظر أميركا حتى الآن تصدير النفط، عدا الكميات القليلة التي تصدرها إلى كندا، وبعض المكثفات التي سمحت بتصديرها بشكل استثنائي إلى آسيا.

اقرأ أيضاً: العاهل السعودي يعد بالحدّ من تأثيرات أزمة النفط

وكانت مندوبة الكويت في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) قالت الأسبوع الماضي إن من المرجح أن تقرر المنظمة استمرار سياسة الإنتاج الحالية في اجتماعها التالي في يونيو/حزيران القادم، وذلك في أول تصريح علني بشأن القرار المنتظر أن يكون حاسما في تحديد اتجاه أسعار النفط العالمية في النصف الثاني من العام.

وقال المهنا إن من السابق لأوانه، القول ما إذا كانت منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" ستبقي على سقف الإنتاج مستقرا، من دون تغيير خلال اجتماعها في يونيو/حزيران المقبل.

وأضاف المهنا أنه متفائل بشأن نمو الطلب على النفط، وتوقع "وضعاً صحياً" للمعروض في المستقبل.

وقال المسئول النفطي السعودي خلال مؤتمر للطاقة في الدوحة "لا أحد منا يعرف المستقبل. بمجرد أن فقدت نظريات المؤامرة أثرها عاد المعلقون الجادون إلى أساسيات السوق وبدأت الأسعار تستقر حول 60 دولاراً للبرميل في الأسابيع القليلة الماضية".

وتابع "بأخذ كل ذلك في الاعتبار أرى أن هناك سببا للتفاؤل، أنا واثق من أن الطلب سيكون أقوى وسيصبح المعروض في وضع صحي وسترتفع الأسعار".

وقال المهنا إن هبوط أسعار النفط يرجع إلى التوقعات والمضاربات وليس أساسيات السوق، مضيفاً أن السعودية ستظل ملتزمة باستقرار سوق النفط والأسعار.

وكانت السعودية القوة الدافعة وراء تحول سياسة "أوبك" في اجتماعها الأخير في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عندما قررت المنظمة الإبقاء على سقف الإنتاج من دون تغيير عند 30 مليون برميل يوميا، والحفاظ على حصتها السوقية.

ومنذ ذلك الحين لاحت إشارات على تذمر وصل في بعض الأحيان لانتقاد علني من قبل بعض الدول الأعضاء في المنظمة والمنتجين خارجها بأن قرار المنظمة في نوفمبر/تشرين الثاني، ربما لا يكون صائباً.


اقرأ أيضاً: أزمة النفط تلغي استثمارات عالمية بـ"تريليون" دولار
 

المساهمون