أسعار الطيران المرتفعة تحتجز 120 ألف تونسي في الخليج

17 مايو 2018
الخطوط التونسية لا توفر رحلات كافية (فرانس برس)
+ الخط -


طالب برلمانيون يمثلون الجالية التونسية في العالم العربي حكومة بلادهم، بالتدخل سريعاً وإيجاد حلول لنحو 121 ألف تونسي يعملون في دول الخليج العربي ويواجهون صعوبات للعودة إلى تونس لقضاء إجازاتهم، بسبب ارتفاع أسعار تذاكر الطيران بشكل كبير وعدم قدرة الناقلة الجوية الحكومية (الخطوط التونسية) على توفير رحلات كافية نحو هذه الوجهات بأسعار تتماشى والقدرة المالية لهؤلاء المغتربين.

وبحسب بيانات رسمية صادرة عن ديوان التونسيين، يقيم نحو 12% من التونسيين في الخارج، أغلبهم في دول أوروبية، حيث تحتل فرنسا المرتبة الأولى بنحو 800 ألف تونسي، تليها إيطاليا بـ200 ألف، وألمانيا بما يقارب 100 ألف، ثم بلدان الخليج بحوالي 121 ألفاً.

وأشارت بيانات ديوان التونسيين بالخارج إلى أن تواجد المغتربين في بلدان الخليج قد شهد ارتفاعا في السنوات الأخيرة، خاصة في قطر والإمارات والسعودية وسلطنة عمان.

ويطالب برلمانيون بملاءمة ظروف العناية بالجالية التونسية في دول الخليج مع تغير خارطة الهجرة في السنوات الأخيرة، وذلك عبر مضاعفة مجهود التمثيليات الدبلوماسية في هذه البلدان وإجراء تغييرات على نشاط شركة الطيران الحكومية بإضافة رحلات منتظمة إلى هذه الوجهات.

وفي حديث لـ"العربي الجديد"، قال ماهر المذيوب، عضو البرلمان عن دائرة العالم العربي وبقية دول العالم، إن أغلب التونسيين في دول الخليج مهددون بعدم العودة إلى تونس بسبب غلاء أسعار التذاكر.

وأشار إلى أن سعر تذكرة الرحلة بين تونس والدوحة بلغ نحو 5 آلاف ريال قطري (1374 دولارا)، وهي مرجحة للمزيد من الارتفاع في فصل الصيف، مشيرا إلى أنه وجه نيابة عن المغتربين في هذه الدول نداء استغاثة للحكومة مطالباً إياها بإيجاد حلول سريعة حتى يتمكن التونسيون المقيمون في دول الخليج من العودة إلى بلادهم وقضاء عطلة الصيف بين أهاليهم.

وأضاف أن هناك مقترحا بإبرام اتفاقية مع السلطات المعنية في دول الخليج لتسهيل الرحلات، مشيرا إلى أن الخطوط التونسية كانت تؤمن رحلات نحو دبي والكويت وجدة، غير أنها ألغت الرحلات في وقت سابق نحو دبي والكويت وأبقت على الرحلات في اتجاه جدة في إطار العمرة والحج فقط، ما دفع التونسيين المقيمين في هذه البلدان إلى بحث بدائل على الخطوط التركية أو المغربية التي رفعت بدورها الأسعار بفعل ارتفاع الطلب على رحلاتها.

وبسبب صعوبات لوجستية وتقادم أسطولها، تواجه الخطوط التونسية التي كانت تؤمن سابقاً رحلات نحو دول الخليج صعوبات كبيرة في تسيير رحلاتها حتى نحو الوجهات الأوروبية، ما يتسبب يوميا في تأخير المواعيد لساعات عديدة.

وقال أيمن الريحاني، العضو السابق في مجلس الجالية التونسية في قطر، إن "العائلة المكونة من أربعة أفراد تحتاج إلى أكثر من خمسة آلاف دولار لتأمين عودتها الصيفية إلى تونس وهو مبلغ مرتفع جدا".

وأضاف الريحاني في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المقيمين في دول الخليج يطالبون بتأمين رحلات على متن الخطوط التونسية على غرار بقية الدول العربية التي تمكن مغتربيها من امتيازات على خطوطها أو في إطار شراكات مع ناقلات جوية أخرى، لافتا إلى أن التونسيين في المهجر دعامة مهمة للاقتصاد المحلي وأن عودتهم تساهم في رفع دخل البلاد من العملة الصعبة فضلا عن الاستثمارات التي يقيمونها في بلادهم.

وتخطط حكومة تونس لرفع مساهمة المغتربين في تمويل الاقتصاد من أربعة مليارات دينار (1.6 مليار دولار) سنوياً، إلى قرابة سبعة مليارات دينار بحلول عام 2020، عبر استراتيجية متكاملة لاستقطاب الكفاءات التونسية في المهجر.

وتعد تحويلات المغتربين من المصادر الرئيسية للنقد الأجنبي التي تعوّل عليها الحكومات لإنعاش الخزينة.

وتسبب الحصار الذي تفرضه السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ الخامس من يونيو/ حزيران 2017، في ارتباك نشاط الخطوط الجوية في المنطقة، فلم تقتصر التداعيات على الخطوط الجوية القطرية وحدها وإنما امتدت أيضا إلى شركات الطيران في دول الحصار ذاتها.

وقبل أيام، قالت مصادر لوكالة رويترز، إن شركة الاتحاد للطيران الإماراتية، تعتزم إلغاء طلبات شراء وتغيير طرازات وتأخير مواعيد تسليم طائرات من شركتي بوينغ الأميركية وإيرباص الأوروبية، اعتباراً من العام الجاري 2018، وذلك بسبب تضرر أعمالها منذ العام الماضي.

كما أعلن الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية، أكبر الباكر، مساء الثلاثاء الماضي، أن الحصار الجائر على قطر قلص عـدد الرحلات اليومية للناقلة الوطنية للدولة بنسبة 27%، لتبلغ 440 رحلة مقابل 600 رحلة في السابق.

وجاءت شكاوى التونسيين من الارتفاع الكبير في أسعار تذاكر الطيران، بعد أن أعرب الكثير من المصريين في قطر عن معاناتهم من مضاعفة كلفة السفر منذ صيف العام الماضي.

ويبلغ عدد أفراد الجالية المصرية في الدوحة تقريبا 300 ألف مصري يعملون في كافة المجالات، خاصة مهن التدريس والحسابات والهندسة والطب والإنشاءات.

وفي رصد نشرته "العربي الجديد" في وقت سابق من مايو/ أيار الجاري، تراوحت أسعار تذاكر الطيران من الدوحة للقاهرة (ذهاب وعودة) على بعض مواقع شركات الطيران التي تنظم رحلات طيران غير مباشرة (ترانزيت) في فترة الذروة، وهي غالبا من 1 يوليو/ تموز (ذهاب) إلى 31 أغسطس/ آب (عودة)، بين 845 دولارا و1905 دولارات لأدنى درجة في الشركات.

ولا تقتصر المعاناة على الأسعار، وإنما أيضا ساعات الانتظار الطويلة في المطارات "ترانزيت"، والتي تصل في الكثير من الرحلات إلى 11 ساعة وأكثر.

المساهمون