اتفاق بين تركيا وروسيا على تنفيذ خط الغاز

12 اغسطس 2016
عامل يفحص أنابيب محطة غاز في تركيا (Getty)
+ الخط -
كشف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان عن وجود اتفاق مع موسكو ينص على مساهمة تركيا في تمويل مد خط أنابيب نقل الغاز من روسيا الذي يطلق عليه خط "السيل التركي" مناصفة مع الجانب الروسي. وهو خط أنابيب استراتيجي بالنسبة لروسيا التي تبحث عن ممر لإمدادات الغاز إلى أوروبا لا تمر بدولة من دول الاتحاد الأوروبي في أعقاب أزمة أوكرانيا وما تلاها من تداعيات الحظر الاقتصادي الغربي.
كما أن خط الغاز مهم بالنسبة لتركيا التي تعمل على أن تصبح مركزاً لتسويق الغاز من مناطق آسيا والدول العربية إلى أوروبا، إذ يضمن لها ذلك تلبية احتياجات الطاقة المتزايدة من جهة، ويجعلها دولة محورية في استراتيجية الطاقة الأوروبية من جهة أخرى.
وقال أردوغان، أمس الخميس، لقناة "خبر ترك" التركية: "أبلغنا الجانب الروسي عن عدم وجود مشاكل في ما يتعلق بمشروع السيل التركي. والشيء الوحيد الذي اقترحناه هو تحملنا نصف تكاليف مد خط الأنابيب على أراضينا". وفي ما يتعلق ببناء الأجزاء المتبقية من "السيل التركي"، قال أردوغان إنه تم التوصل إلى اتفاق أولي مع الجانب الروسي حول تمويلها بالمناصفة (50%-50%). ولفت الرئيس التركي إلى أن مشروع الغاز الاستراتيجي "السيل التركي" يقتضي بمد خط أنابيب الغاز من روسيا إلى تركيا عبر قاع البحر الأسود.
وأعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء أن تركيا سيصلها من خلال "السيل التركي" نحو 16 مليار متر مكعب من الغاز الروسي سنوياً، وأن الفائض من هذه الكميات سيوجه إلى أوروبا عبر خط "تاناب" (خط أنابيب نقل الغاز الأذري إلى أوروبا عبر تركيا).
وأضاف جاويش أوغلو أن تركيا تعتزم الانتهاء من ربط خط أنابيب "السيل التركي" وخط "تاناب".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أعلن بعد اجتماعه بالرئيس التركي في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، يوم الثلاثاء 9 أغسطس/ آب، أن أنقرة اتخذت قرارات سياسية محددة لاستمرار العمل في تنفيذ مشروع الطاقة الاستراتيجي "السيل التركي"، مشيراً إلى أن المشروع سيستأنف تنفيذه من جديد قريباً. بدوره أعرب أردوغان عن نيته تسريع تنفيذ مشروع "السيل التركي" بالتعاون مع روسيا.

وعلقت موسكو نهاية العام الماضي المفاوضات حول مشروع نقل الغاز الروسي إلى تركيا ومنها إلى أوروبا "السيل التركي" بعد توتر العلاقات مع أنقرة على خلفية حادثة إسقاط سلاح الجو التركي طائرة حربية روسية في سورية.
وظهرت فكرة مشروع "السيل التركي" بعدما أعلنت روسيا، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2014، إلغاء مشروع "السيل الجنوبي"، الذي كان من المفترض أن يمر من تحت مياه البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، حينها تخلت موسكو عنه بسبب عرقلة المفوضية الأوروبية تنفيذه بحجة أن المشروع لا يفي بمعايير الحزمة الثالثة من الطاقة، التي تحظر احتكار شركة واحدة لإنتاج ونقل وتوزيع الغاز.
وبدلاً منه، قررت روسيا مد أنابيب لنقل الغاز عبر تركيا أو ما يسمى بـ "السيل التركي"، ليصل إلى حدود اليونان، وإنشاء مجمع للغاز هناك، لتوريده فيما بعد لمستهلكي جنوب أوروبا. ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في الخط المذكور 63 مليار متر مكعب سنوياً، منها 47 ملياراً ستذهب للسوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار للاستهلاك التركي.
وتتمثل ميزة تركيا في موقعها الاستراتيجي، فهي تمثل قنطرة عبور بين مصادر الغاز في أواسط آسيا والشرق الأوسط التي تملك نحو 70% من الاحتياطيات المعروفة في العالم من الغاز، وبين واحدة من أكبر المناطق المستهلكة في العالم، وهي أوروبا ، إضافة إلى أن تركيا هي معبر أنبوب النفط الخام المهم (باكو- تبليسي - جيهان).
وتأمل تركيا التي تعمل جاهدة للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي في أن يعمل خط" السيل الروسي التركي" إضافة إلى خط نابوكو على ترسيخ مكانتها أوروبياً من خلال العمل على أن تكون مركزاً للطاقة بالنسبة إلى الغرب، ذلك أن خط "نابوكو" سيُضاف إلى عدد آخر من خطوط أنابيب الغاز التي تمر عبر تركيا. كما أن تركيا في حالة نجاح المشروع ستجني مبلغاً كبيراً من خلال مرور الأنبوب كرسوم عبور سنوية كما أنه سيمكّنها، من شراء حاجاتها من ذلك الغاز بسعر مخفَّض.

المساهمون