بنوك أوروبا تئن تحت ضربات كورونا

07 مايو 2020
فرع لمصرف أوني كريديت في وسط روما (Getty)
+ الخط -


لم تكد المصارف الأوروبية تتعافي من أزمتين ماليتين كبيرتين، وهما أزمة المال العالمية في عام 2008، وأزمة ديون اليورو في عام 2011، حتى دخلت في أزمة الفيروس "كوفيد 19". 
وحسب بيانات اليورو، فإن أسهم المصارف الأوروبية خسرت نحو 40% من قيمتها، منذ 17 فبراير/شباط وحتى نهاية شهر إبريل/نيسان الماضي. وهي الفترة التي بدأ فيها تفشي الفيروس في إيطاليا بكثافة ثم انتشر في باقي الدول الأوروبية.

وحتى الآن، تكبدت جميع المصارف الأوروبية التي أعلنت عن أرباحها خسائر ضخمة في الربع الأول من العام الجاري، كما رصدت المصارف مخصصات ضخمة لتغطية الديون المشكوك في تحصيلها، وسط الإفلاسات المتوقعة في قطاع السفر والسياحة والأعمال التجارية الصغيرة والمتوسطة التي تأثرت مداخيلها بشدة من عملية إغلاق الاقتصادات.

وكانت مصادر مصرفية قدرت لصحيفة "فاينانشيال تايمز" أن يصل إجمالي مخصصات المصارف الأوروبية لتغطية الديون الخطرة إلى 60 مليار دولار خلال العام الجاري. وتُعد البنوك الإيطالية واليونانية والإسبانية من كبار الخاسرين من أزمة كوفيد-19.

وحسب رويترز، أظهرت نتائج البنوك التي نشرت أمس الأربعاء، تكبّد بنك "أوني كريديت"، أكبر بنوك إيطاليا، خسائر بلغت 2.7 مليار يورو (2.9 مليار دولار) في الربع الأول، بعد شطب ديون، توقعاً للأضرار الناجمة عن جائحة كوفيد-19. وكان متوسط توقعات المحللين في استطلاع أجراه البنك تسجيل خسائر 1.53 مليار يورو من إيرادات 4.48 مليارات يورو.
وقال البنك الإيطالي الذي يعمل في ألمانيا والنمسا أيضاً، إن الإيرادات بلغت 4.38 مليارات يورو بانخفاض 8% عنها قبل عام. وأضير البنك بشدة من الانخفاض الحاد في دخل أنشطة التداول في ظل اضطراب في أسواق المال.

وتابع البنك، أنه خصص مبلغ 1.26 مليار يورو لصافي القروض المشطوبة خلال هذه الفترة. كما تحمّل مبلغ 1.3 مليار يورو خلال الربع الأول، توطئة لاستغناء طوعي عن 5200 وظيفة، بموجب اتفاق مع نقابة العمال في إبريل/نيسان، وذلك وفقاً لخطة عمل كشف النقاب عنها في ديسمبر/كانون الأول.

وبدأت إيطاليا يوم الاثنين تخفيف إجراءات العزل التي استمرت نحو شهرين وعصفت بالاقتصاد، وربما ستسبب أسوأ ركود تمر به البلاد من منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي فرنسا، أعلن مصرف "كريدي أجريكول"، أمس الأربعاء، انخفاض الأرباح الفصلية 16.4%، إذ زاد ثاني أكبر بنك فرنسي مدرج قيمة المخصصات إلى ثلاثة أمثالها تقريباً لحماية نفسه من حالات تخلّف عن سداد قروض نتيجة أزمة فيروس كورونا.

وتجنب البنك خسائر التداول في الأسهم التي نالت من منافسيه الفرنسيين "بي.إن.بي باريبا" و"سوسيتيه جنرال" اللذين لهما حصص سوقية كبيرة في النشاط. وزادت أنشطته السوقية التي تركز على تداول أدوات الدخل الثابت بنسبة 14%.

وانخفض صافي الربح إلى 638 مليون يورو (691.4 مليون دولار) من 763 مليوناً قبل عام. وارتفعت الإيرادات بنسبة 7.1% إلى 5.2 مليارات يورو.

وقال فيليب براساك، الرئيس التنفيذي للبنك، في بيان صحافي "نتائجنا جيدة، وسمحت لنا، في هذا الربع، باستيعاب مضاعفة تكلفة المخاطر بواقع ثلاثة أمثالها"، مضيفاً أن البنك كان حصيفاً في تقديراته. 

وتواجه أسهم المصارف الأوروبية، خاصة الإيطالية، مزيدا من الضغوط بسبب الشكوك المثارة في ألمانيا حول مشروعية برنامج تحفيز منطقة اليورو، ضمن عمليات إنقاذ منطقة اليورو وبنوكها من السندات الخطرة، وهو برنامج يصل حجمه إلى 750 مليار يورو.

ومنحت أعلى محكمة في ألمانيا، يوم الثلاثاء، البنك المركزي الأوروبي ثلاثة أشهر لتبرير مشتريات السندات السيادية بموجب برنامج شراء سندات، أو يخسر مشاركة مصرف بوندسبانك (البنك المركزي الألماني) في أحد برامجه الأساسية للتحفيز.

ومن المتوقع أن يتمكن البنك الأوروبي من تبرير مشتريات السندات، ومن ثم لن يقود قرار المحكمة الألمانية إلى إلغاء برنامج التحفيز لمنطقة اليورو عن مساره على الأرجح.

لكن الضبابية أحدثت ضغوطاً على مواجهة أوروبا للفيروس، وزرعت المزيد من الشكوك حول تماسك مشروع منطقة اليورو والعملة الموحدة.
المساهمون