سكك حديد جديدة بين إيران وتركيا وسط تراجع في التجارة البينية

02 يونيو 2019
أنقرة تطورعلاقتها بطهران رغم تجميد شراء النفط (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت السلطات الإيرانية أنها توصلت إلى اتفاق مع الحكومة التركية لتدشين سكك حديد بين العاصمتين أنقرة وطهران، وبين الأخيرة ومدينة "وان" التركية. فيما ذكر مركز الإحصاء التركي أن التجارة مع إيران تراجعت بنحو 21 في المائة.

وقال مدير شركة السكك الحديدية الإيرانية، سعيد رسولي، اليوم الأحد في مؤتمر صحافي، إن موضوع تدشين سكة حديد طهران ـ أنقرة أصبح نهائيا خلال زيارة وفد إيراني إلى أنقرة مؤخرا، كاشفا أنه "تقرر أن ينتقل قطار واحد من طهران إلى أنقرة والعكس أيضا بشكل أسبوعي، ابتداء من الثاني والعشرين من الشهر الحالي".

وكان الخط الحديدي الوحيد بين البلدين، وهو الذي يربط بين مدينة تبريز غربي إيران ومدينة وان شرقي تركيا، لكن ينص الاتفاق الجديد بين الجانبين على تدشين قطار أسبوعيا بين طهران ووان، بالإضافة إلى تدشين خط آخر يربط بين أنقرة وطهران.

وبحسب رسولي، فإن مدة الرحلة عبر السكة الحديد من طهران إلى كل من أنقرة وان التركيتين، ستستغرق على الترتيب 60 و20 ساعة، وأن تكلفة التذاكر أيضا هي 43 و20 يورو على التوالي.

كما أضاف رسولي أن بلاده اتفقت مع تركيا على تسهيل النقل الحديدي، ليكون بديلا عن النقل البري، قائلا إن الجانبين يناقشان حاليا تخفيض رسوم النقل بينهما.

وأشار المتحدث الإيراني إلى احتمال تدشين "قطار السياحة" بين إيران وتركيا، قائلا إنه توصّل إلى اتفاق بهذا الشأن مع وزير الثقافة والسياحة التركي محمد نوري أرصوي، خلال زيارته الأخيرة.

وتابع أنه من المحتمل أن يتم تحريك قطار السياحة بين مدينتي شيراز (جنوبي إيران) وإسطنبول أو بين الأخيرة وطهران خلال الفترة المقبلة.

ومن جهة أخرى، قال رسولي إن إيران ستنظم المؤتمر السابع للنقل الحديدي والصناعات المرتبطة به، من التاسع إلى الثاني عشر من الشهر الجاري في العاصمة طهران، مضيفا أن 152 شركة من بينها 7 شركات أجنبية من تركيا والصين وروسيا ولتوانيا سوف تشارك في المعرض.

تراجع في التجارة البينية

على صعيد آخر، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مركز الإحصاء التركي أن التجارة بين تركيا وإيران، قد تراجعت بنسبة 21 في المائة خلال الشهور الأربعة الأولى لعام 2019. ولم يذكر المصدر أسباب هذا التراجع، إلا من الواضح أنها تعود إلى العقوبات الأمريكية على إيران، التي أصبحت تشكل تهديدا كبيرا لتجارتها الخارجية حسب محللين.

وأعلن مركز الإحصاء التركي أن حجم التبادل التجاري بين طهران وأنقرة تراجع خلال الشهور الأربعة الأولى لعام 2019 بنسبة 21% لينخفض إلى 2.866 مليار دولار، بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام 2018، حيث كان حجم التجارة فيها 3.628 مليارات دولار.

وبحسب بيانات مركز الإحصاء التركي، فإن حجم الصادرات التركية إلى إيران من يناير إلى إبريل الماضي، سجّل تراجعا بنسبة 16 % ليصل إلى 793 مليون دولار، بينما كان الرقم في الفترة نفسها من العام 2018، 944 مليون دولار.

كما أن الواردات التركية من إيران أيضا شهدت خلال الشهور الأربعة الأولى من العام الحالي تراجعا بنحو 22.8% بالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، ليصل إلى 2.073 مليار دولار بعد أن كان 2.684 مليار دولار خلال الفترة عينها عام 2018.

وحسب بيانات تركية، فإن إيران تراجعت إلى المركز التاسع عشر للصادرات التركية والمركز الثامن من الواردات خلال الشهور الأربعة الأولى من عام 2019.

ونقلت وكالة "رويترز" أخيرا عن مسؤول تركي رفض ذكر اسمه إن أنقرة أوقفت من الشهر الماضي شراء النفط من إيران. وكانت تركيا ضمن الدول الثماني التي منحتها الإدارة الأمريكية إعفاءات لمواصلة شراط النفط الإيراني، إلا أنها ألغتها اعتبارا من الثاني من أيار/مايو الماضي.

على صعيد متصل، أعلن رئيس منظمة تنمية التجارة الإيرانية، محمد رضا مودودي أخيرا، خلال اجتماع للمجلس الاستراتيجي لتنمية الصادرات، أن بيانات التجارة الخارجية الإيرانية خلال شهر "فروردين" الإيراني (21 مارس/ آذار إلى 20 إبريل/ نيسان) تظهر تراجعاً بنسبة 13.5 في المائة، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

وقال مودودي إن الصادرات غير النفطية مع احتساب المكثفات الغازية كانت 2.54 مليار دولار خلال شهر "فروردين"، وفقاً لبيانات الجمارك الإيرانية، لتسجل تراجعاً بنسبة 18.3 في المائة، لافتاً إلى أن الواردات أيضاً تراجعت إلى 2.3 مليار دولار أي بنسبة 7.7 في المائة.

وحسب قول مودودي، فإن الوجهات الأولى للصادرات الإيرانية خلال الفترة نفسها كانت على التوالي، الصين (711 مليون دولار)، والعراق (389 مليون دولار) وكوريا الجنوبية (250 مليون دولار)، والإمارات العربية (231 مليون دولار) وأفغانستان (141 مليون دولار).

وكانت بيانات نشرها مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي "يوروستات"، قد أشارت إلى أن حجم التبادل التجاري مع إيران قد تراجع إلى الخمس في الشهرين الأولين من عام 2019، إذ وصل إلى 756 مليون يورو، بعدما كان 3.72 مليارات يورو في الفترة ذاتها من عام 2018.

ويأتي التراجع في التجارة الخارجية الإيرانية على وقع أوضاع اقتصادية صعبة لإيران بسبب العقوبات الأمريكية "الشاملة والقاسية"، التي تستهدف جميع مفاصل اقتصادها، وتصفها طهران بالحرب الاقتصادية الشعواء.

وتظهر البيانات الصادرة مؤخراً، أن الاقتصاد الإيراني سجّل نمواً سلبياً بنسبة 3.8 في المائة خلال الشهور التسعة الأولى من العام الإيراني الماضي، الذي انتهى في 20 مارس/ آذار 2019، في مؤشر على تأثر البلاد بالعقوبات الأميركية المتجددة.

وأشار المركز إلى أن النموّ السلبي في قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات، خلال الشهور التسعة قد وصل إلى 2.1 و7.9 و0.6 في المائة على الترتيب.

يذكر أن تركيا وإيران كانتا بصدد رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار سنويا، إلا أنه على ضوء الوضع الناتج عن العقوبات الأميركية، أصبح هذا الهدف بعيد المنال في الوقت الحاضر.

المساهمون