واتخذت السلطات تدابير بالغة الشدة لاحتواء انتشار الفيروس القاتل، من ضمنها فرض قيود على حركة التنقل، وإغلاق "مؤقت" لمصانع عبر البلد، وفرض الحجر الصحي على مقاطعة هوبي (وسط)، التي تعتبر مركزاً صناعياً وحيث ظهر الفيروس في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وتدنّى مؤشر مديري المشتريات للشهر الجاري إلى 35.7 نقطة، مقارنة مع 50 نقطة في يناير/كانون الثاني الماضي، بحسب أرقام صادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء، اليوم السبت. ويلفت المؤشر إلى توسع النشاط إن كان يتخطى 50 نقطة، وإلى انكماش إن كان أدنى من هذا الحد.
وهذه الأرقام أدنى من متوسط توقعات المحللين، الذين استطلعتهم وكالة بلومبيرغ الأميركية مؤخرا، وبلغ 45 نقطة. والقطاعان الأكثر تضرراً بحسب الإحصاءات، هما قطاعا السيارات والتجهيزات المتخصصة.
ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن تشاو تشينغ خه، المسؤول في مصلحة الدولة للإحصاء، قوله إن التراجع الحاد ناتج عن التأثير الذي سببه تفشي فيروس كورونا الجديد، مضيفاً أنه وبشكل عام، بقيت جميع الصناعات الـ21 التي شملها المسح في قطاع الصناعات التحويلية، في منطقة الانكماش.
وسجل مؤشر صناعات، من بينها الألياف الكيماوية والسيارات، أقل من 30 نقطة، بينما جاء فوق 42 نقطة بالنسبة للأغذية والمشروبات، مدعوماً بسياسات ضمان الإنتاج والإمداد الحكومية.
وشهدت الواردات والصادرات ضغطاً مرتفعاً في فبراير/شباط الجاري، بحسب تشاو، الذي قال إن المؤشر الفرعي للطلبات الجديدة للصادرات والواردات تراجع إلى 28.7 نقطة و31.9 نقطة على التوالي، نتيجة إلغاء الطلبات وتأجيل التسليم وسط ظروف تفشي الوباء.
لكن مصلحة الإحصاء أبدت تفاؤلها، موضحة أنه "إن كان الوباء... انعكس بشكل أكبر (مما كان متوقعا) على الإنتاج وعمليات الشركات الصينية، فيبدو أنه بدأ يكون تحت السيطرة، والوطأة على الإنتاج تتقلص تدريجيا".
كما اعتبر خبراء اقتصاد، أن التجارة الخارجية للصين قادرة على تحمّل انتشار كورونا، وسوف تشهد تقدماً بمجرد احتواء الوباء تدريجياً.
وقال وي جيان قوه، نائب رئيس المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، في مؤتمر صحافي، أمس، وفق شينخوا، إنه "على الرغم من أن قطاع التجارة الخارجية الصيني يواجه اختباراً كبيراً، إلا أنه يمكن أن يحقق نتائج مرضية".
وقدّر وي جيان، أن صادرات البلاد ستنخفض في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، لكنها ستنتعش في الربع الثاني، مشيرا إلى أن الشركات الخاصة تعد الآن مساهماً رئيسياً في التجارة الخارجية للصين، وهي أكثر حساسية وانفتاحا على التغيرات في السوق مقارنة بفترة وباء سارس عام 2003.
وفي إشارة إلى أن تأثير التفشي قد ينتشر إلى جميع أنحاء العالم ويعطل سلسلة الإمداد العالمية، نصح نائب رئيس المركز الصيني للتبادلات الاقتصادية الدولية، الصين واليابان وكوريا الجنوبية، بتعزيز التعاون الصناعي لتقليل أوجه عدم اليقين.
وتوقّع تقرير، صادر في وقت سابق من فبراير/شباط الجاري عن مؤسسة "تريند فورس" الأميركية المتخصصة في الأبحاث، أن يؤدي فيروس كورونا إلى تراجع مبيعات السيارات العالمية بنسبة 14 في المائة، خلال الربع الأول من العام الجاري، بينما تزيد هذه النسبة في الصين لتتراوح بين 25 و30 في المائة.