سيطرت حالة من القلق على قطاع السياحة في مصر، بعد قرار طيران بريطانيا ولوفتهانزا الألمانية تعليق رحلاتهما إلى القاهرة، وهو ما يمثل ضربة للسياحة خلال ذروة موسم الصيف إذا تصاعدت التوترات خوفا من عمليات إرهابية، حسب تصريحات عاملين في القطاع السياحي لـ"العربي الجديد".
وكشف مسؤول مصري أن هناك عدة اجتماعات تعقد داخل وزارة السياحة برئاسة الوزيرة رانيا المشاط لبحث تداعيات تلك الأزمة، مشيرا إلى عقد اجتماع بين وزير الطيران المصري الفريق يونس المصري والسفير البريطاني في القاهرة، جيفري آدامز، بشأن توقف رحلات الخطوط الجوية البريطانية من لندن إلى مطار القاهرة الدولي لمدة سبعة أيام.
وتوقع المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن يكون الوفد الأمني البريطاني الذي ضم 6 خبراء وزار مطار القاهرة الأسبوع الماضي، له ملاحظات أمنية على الأداء الأمني بالمطار، مشيراً إلى أن تلك القرارات سببت حالة من الارتباك ومخاوف على جميع رحلات المطارات المصرية، وأيضاً داخل المنتجعات السياحية خوفاً من وجود عمليات إرهابية.
وأضاف المسؤول أن هناك تواصلا بين الجهات الحكومية المصرية ومختلف الأطراف الأجنبية للتشاور في أمر تعليق الطيران.
وعلى عكس بريطانيا وألمانيا، قال متحدث باسم شركة "إير فرانس" أمس الأحد، إن رحلات الشركة إلى القاهرة مستمرة.
ويأتي ذلك في أعقاب قرار شركتي الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) ولوفتهانزا الألمانية تعليق رحلاتهما للعاصمة المصرية بسبب مخاوف أمنية. كانت الخطوط الجوية البريطانية، ذكرت أول من أمس أنها ستعلق رحلاتها إلى القاهرة لمدة سبعة أيام "في إجراء احترازي" لأنها تراجع الأمن في مطار القاهرة.
وذكرت الخارجية البريطانية في بيان أول من أمس: "من المرجح جدا أن ينفذ إرهابيون هجمات في مصر. ورغم أن الهجمات غالبا ما تحصل في محافظة شمال سيناء، فإنه لا يزال هناك خطر ماثل بوقوع هجمات إرهابية في عموم البلاد".
وقالت لوفتهانزا بعد ذلك إنها ألغت الرحلات الجوية من مدينتي ميونخ وفرانكفورت إلى القاهرة، أول من أمس، على أن تستأنفها الأحد (أمس).
وقال مصدر مسؤول بوزارة الطيران المدني المصري، لم يذكر اسمه، في تصريحات للصحف المحلية أمس، إنه تم التنسيق مع السفارة البريطانية بمصر بشأن ما تداولته بعض المواقع الإخبارية الأجنبية بشأن توقف رحلات الخطوط الجوية البريطانية من لندن إلى مطار القاهرة الدولي لمدة 7 أيام.
بدورها، قامت وزارة الطيران المدني المصرية بزيادة السعة المقعدية لطائرات مصر للطيران المتجهة إلى لندن، كما تم تخصيص طائرة من طراز بوينغ 787 لتسيير رحلة جوية إضافية بدءًا من اليوم إلى مطار هيثرو بالعاصمة البريطانية لندن؛ لتسيير نقل الركاب خلال هذه الفترة.
من جانبه تخوف عضو غرفة شركات السياحة المصرية، توفيق عجمي، من أن تحذو دول أخرى نفس المسار، ما يخيف شركات السياحة والسياح.
وأضاف عجمي لـ"العربي الجديد" أن تلك القرارات قد تضرب السياحة الصيفية في مقتل، خاصة أنها في بدايتها، وتعد منطقة شرم الشيخ الوجهة الأولى للسياحة البريطانية.
وكانت شركة السياحة البريطانية " توماس كوك" أعلنت أن ما يقرب من 300 ألف إلى 400 ألف سائح بريطاني سيزورون مصر خلال العام الجاري، وهو ما يمثل خسارة كبيرة للسياحة المصرية في حالة تراجع أعدادهم، إذ وصف عجمي تعليق الرحلات بـ"الكارثة" وبأنه صادم لقطاع السياحة المصرية.
وأضاف أنه بعد عرقلة السياحة الروسية وقلة السياحة الإسرائيلية وتوقف البريطانية سيؤدى إلى خراب في شرم الشيخ، وغلق الفنادق أبوابها وتسريح العمالة، وانخفاض الموارد المالية للمنشآت السياحية والمطارات المصرية، موضحاً أن السياحة أحد معالم الدخل القومي للبلاد.
وحسب بيانات رسمية، ارتفعت إيرادات مصر من السياحة خلال النصف الأخير من العام الماضي بنسبة 36.4% مقارنة بنفس الفترة من العام المالي الماضي. وأظهرت بيانات للبنك المركزي، أن متحصلات مصر من السفر بلغت نحو 6.8 مليارات دولار خلال النصف الأول من 2018، مقابل 4.9 مليارات دولار خلال النصف الأول من العام قبل الماضي.
وفي المقابل، يرى الخبير الاقتصادي عبد النبي عبد المطلب في حديثه لـ"العربي الجديد" أن قرار وقف الطيران البريطاني ليس له أي أهمية، خاصة أن شركة لوفتهانزا قررت تسيير رحلاتها الجوية مرة أخرى.
وقال عبد المطلب: هناك نقطة مهمة قد أغفلها المحذرون من تداعيات سلبية لوقف الطيران وهي أن معظم السياح الأوروبيين يأتون إلى مصر في الشتاء وليس في الصيف ويكونون في مناطق بعيدة عن العمليات الإرهابية، مشيراً إلى أن السائح العربي فقط هو الذى يأتي إلى مصر في فصل الصيف.