الجزائر: شركات طاقة تسحب موظفيها بسبب "التهديد الأمني"

23 مارس 2016
تخوف من تأثرالإنتاج الجزائري من الغاز والنفط (GETTY)
+ الخط -


حالة من الحذر تسيطر على المشهد الجزائري، ترقبا للارتدادات العكسية المحتملة عقب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف منشآت نفطية تستغلها الشركة الجزائرية للمحروقات "سونطراك" بالشراكة مع شركة "بريتيش بتروليوم" البريطانية و"ستايتول" النرويجية جنوب الجزائر.

وقالت شركة بي.بي، قبل يومين، إنها ستسحب جميع موظفيها من محطتي عين صالح وإن ميناس للغاز في الجزائر خلال الأسبوعين المقبلين، وذلك بعد هجوم وقع يوم الجمعة.
وأعلنت شركة النفط والغاز النرويجية شتات أويل التي تشغل المنشأتين مع بي.بي، عن خطط لتخفيض عدد موظفيها بعد هجوم بالقذائف الصاروخية على منشأة عين صالح لم يسفر عن وقوع إصابات أو خسائر.


ويفرض احتمال التهديد الأمني الذي يحوم على المناطق النفطية والغازية في الصحراء الجزائرية، نفسه كسيناريو أقرب للواقع، بالرغم من عدم تأثيره على الموظفين والمنشأة الغازية "الخريشبة" بمنطقة المنيعة النفطية بولاية غرداية جنوب الجزائر، إلا أنه يدق ناقوس الخطر.

الاعتداء الذي أحبطته قوات الجيش الجزائري أسفر عن قرارات وردود فعل مباشرة من قبل الشركات الأجنبية التي تستغل آبار النفط، واستكشاف الغاز في الجنوب الجزائري بإعلانها سحب موظفيها من الجزائر بسبب ما سمته "التهديد الأمني"، سيؤثر بحسب المتتبعين للشأن الأمني في الجزائر حتماً على الإنتاج الجزائري من الغاز والنفط، وخصوصاً أن الجزائر لديها التزامات وعقود استكشاف وتموين دولية، لا يمكنها أن تتراجع عن تأمينها وإيفاء وعودها الطاقوية.

ولم يستغرب المختص بالشأن الأمني في الجزائر الأستاذ بوعلام غمراسة، ردَة فعل الشركاء الأجانب عقب الاعتداء الإرهابي "خريشبة" بالمنيعة، معتبراً قراراتهم ردة فعل لضمان أمن وسلامة موظفيها وتأمين مصالحها الاقتصادية في المنطقة.

وفي هذا السياق، أضاف غمراسة، في تصريح لـ "العربي الجديد"، بأنه سبق لموظفي "بريتش بتروليوم" و"ستاتويل" أن تعرضوا للاستهداف في يناير/كانون الثاني 2013 في محطة غازية "الحياة" بمنطقة تيقنتورين في "عين أمناس"، بعد هجوم إرهابي واحتجاز الرهائن أسفرت عن مقتل 29 فنيا أجنبيا، أغلبهم ينتمون لهاتين الشركتين. وشدد غمراسة على أن سابقة اعتداء "تيقنتورين" تشكَل بالنسبة للشركات النفطية الأجنبية، هاجساً خطيراً.

السلطات الجزائرية، من جهتها، حاولت التهوين من الوضع في الجنوب الجزائري وبالخصوص في محيط الشركات النفطية والغازية، وعلى رأسها الشركة الحكومية "سونطراك" التي أعلنت عقب الاعتداء مباشرة بأن محاولة الهجوم على المنشأة الغازية لم يكن لها أي تأُثير على المنشآت ولا على الإنتاج.

غير أن الوضع يظل خطيراً ويتطلب من السلطات الجزائرية تعزيز تأمين المنطقة التي تعتبر عصب الاقتصاد الجزائري وارتباطها بعقود استثمارات ضخمة مع شركائها الأجانب، بحسب ما ذكر المحلل السياسي ياسين محمدي في تصريح لـ "العربي الجديد".

في قراءة أخرى، تعتقد المتابعة للشأن الاقتصادي سندس بن سديرة، أن قرار الشركات الأجنبية بسحب عمالها، إجراء احترازي لعدم تكرار حادثة تيقنتورين سنة 2013 في محاولة للضغط على الحكومة الجزائرية لأجل تأمين جميع مواقعها البترولية.


اقرأ أيضا: شركة غاز أجنبية تعتزم خفض عمالتها في الجزائر
المساهمون