شكا مواطنون يمنيون في صنعاء من استمرار أزمة الغاز منذ أكثر من شهرين، على الرغم من توافر السلعة إلى حد كبير في محافظة مأرب التي تقع إلى الشمال الشرقي من صنعاء، وتبعد عنها بحدود 173 كيلومتراً فقط.
وتعاني صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين من انعدام الغاز المنزلي والغاز المستخدم وقوداً لسيارات الأجرة، مع ارتفاع أسعاره بقوة في السوق السوداء، ما دفع السكان إلى استخدام الحطب للطهي والتدفئة.
وفي السياق، يستنكر المواطن أحمد الفلاحي استمرار انعدام الغاز من دون وجود أي مبررات لذلك. يقول لـ"العربي الجديد": "لدينا غاز في اليمن ونصدره للعالم، لكننا في صنعاء محرومون منه ولا ندري لماذا؟"، مشيرا إلى أن الغاز متوفر في محافظة مأرب القريبة من صنعاء والخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية وبالسعر الرسمي.
ويضيف الفلاحي: "إذا كان الخلاف بين حكومة مأرب وحكومة صنعاء هو سبب حرماننا من الغاز، فهذه جريمة في حق اليمن واليمنيين. ليست لنا علاقة بهذه الخلافات ويجب توفير الغاز بأسعاره الرسمية وعلى سلطات صنعاء محاربة تجار السوق السوداء"، لافتاً إلى "عدم منطقية توفر الغاز في السوق السوداء بأسعار باهظة وعدم توفره بشكل رسمي في مراكز البيع".
ويوضح الفلاحي بأنه يسجّل عند المسؤول عن توفير الغاز في الحي الذي يسكنه، لكنه لا يحصل عليه "إلا بعد فترة طويلة جداً. وأضطر للشراء من السوق السوداء".
جلال المشرقي، يستنكر بدوره ارتفاع أسعار غاز الطهي، التي وصلت إلى 12 ألف ريال يمني، وهو رقم كبير جداً، بحسب وصفه. يؤكد لـ"العربي الجديد" أنه يبحث عن أسطوانة غاز منذ أكثر من أسبوعين لكن دون جدوى، ولا يملك المال لشراء الغاز من السوق السوداء، مشيراً إلى أنه اضطر لاستخدام الحطب.
ويقول: "حتى أسعار الحطب ارتفعت بشكل كبير، إذ وصل سعر الحزمة متوسطة الحجم إلى 3 آلاف ريال، فيما تصل الحزمة الكبيرة إلى أكثر من 6 آلاف ريال"، مؤكداً أنه يقوم بالاحتطاب من أشجار الزينة المزروعة في الشوارع والأرصفة.
انعدام الغاز تسبب في ارتفاع أجور المواصلات، إذ زاد مبلغ 100 ريال، بالإضافة إلى المبلغ المحدد كأجرة للتنقل عبر الباص في صنعاء.
وفي السياق، يقول الطالب في جامعة صنعاء أحمد رضوان إنّ الزيادة التي طرأت في الآونة الأخيرة على تكاليف المواصلات فاقمت من معاناة طلاب الجامعة بشكل خاص والمواطنين بشكل عام.
وأوضح لـ"العربي الجديد" أنّ أجرة المواصلات إلى الجامعة زادت الضعف، مضيفاً: "بعد أن كنت أدفع 400 ريال مقابل الذهاب والإياب إلى الجامعة، أصبحت اليوم أدفع 800 ريال، وهو مبلغ كبير بالنسبة إلي".
من جانبه، يبرّر مصدر في الشركة اليمنية للغاز في صنعاء أسباب أزمة الغاز بزيادة الطلب عليه من سيارات الأجرة والآلات والمعدات وبعض المصانع التي صارت تعمل بالغاز نتيجة انخفاض سعره مقارنة بالبترول وسهولة الحصول عليه.
ويؤكد المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لـ"العربي الجديد" أن الطلب الكبير على الغاز أدى إلى عدم توفره في السوق. ويلفت إلى أن السلطات اعتمدت آلية لتوزيع مادة الغاز من خلال كشوفات مرفوعة من عقال الحارات يتم على ضوئها تسليمهم كمية معينة لتوزيعها على السكان بسعر 3 آلاف ريال رسمياً، "لكن هناك تلاعباً من خلال توفير أكبر قدر من الكمية وبيعها للمطاعم وأصحاب الباصات بزيادة تصل إلى الضعف".