المغرب يسعى لعضوية اقتصادية أفريقية ونيجيريا تعارض

23 اغسطس 2017
الدار البيضاء العاصمة التجارية للمغرب(Getty)
+ الخط -
حسب تقرير ألماني فإن المغرب بدأ حملة ناعمة من أجل التقرب من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتطلع المملكة المغربية للانضمام إلى المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا، التي تعرف اختصاراً باسم "إيكوواس"، لكن هذا لا يروق لبعض الأطراف في المجموعة، خاصة نيجيريا التي تشكل 30% من الثقل الاقتصادي للمجموعة.
وحسب التقرير الذي نشرته قناة "دويتشه فيله" على موقعها، مساء الإثنين، فإن العاهل المغربي، الملك محمد السادس جعل من الانضمام للمجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا إيكوواس قضية سامية يتولاها هو بنفسه.
وقد زار الملك المغربي في بداية العام كلا من غانا وساحل العاج وغينيا ومالي من أجل الترويج لهذه القضية.

وحسب التقرير، أعلنت مجموعة إيكوواس في يونيو/ حزيران الماضي وخلال قمتها في العاصمة الليبيرية مونروفيا، أن الانضمام ممكن. وفي يناير/ كانون الثاني الماضي بات المغرب بعد 33 عاماً مجدداً عضواً في الاتحاد الأفريقي، وأبرم الملك في الشهور الماضية عدة اتفاقيات تجارية ثنائية مع بلدان أفريقية.
وفي السنوات الأخيرة ذهبت 85 % من الاستثمارات الأجنبية المباشرة للمغرب في اتجاه أفريقيا. وبما مجموعه ثمانية مليارات دولار من الاستثمارات المعلنة.
وأصبح المغرب عام 2016 أكبر مستثمر أفريقي في القارة. لكن التجارة المغربية مع أفريقيا تعاني من الركود، حيث يستورد المغرب 1.4% من وارداته من دول أفريقية في جنوب الصحراء، كما أن 7.0 % من صادراته ذهبت إلى هذه البلدان في العام 2015.

وحصول المغرب على عضوية كاملة في مجموعة إيكوواس مهم بالنسبة للاقتصاد المغربي، إذ إنه سيعني دخول السوق الحرة التي تضم 15 عضواً.
وحسب تقرير"دويتشه فيله"، لا توجد عراقيل اقتصادية أمام عضوية المغرب الذي يتمتع بوضع أحسن من غالبية أعضاء إيكوواس. وحتى الوضع الجغرافي في شمال أفريقيا حسب دستور المجموعة الاقتصادية لا يشكل معياراً لإبعاد المغرب من الحصول على عضوية المجموعة.

ويرى خبير الشؤون الأفريقية، كريستوف كانينغيسر، أن "مجموعة إيكوواس الاقتصادية لن تضعف بانضمام بلد قوي اقتصاديا مثل المغرب. الذي يمكنه كعضو في إيكوواس أن يستفيد أكثر من دوره كجسر بين أفريقيا وأوروبا".
وأورد التقرير، أن بعض أعضاء في مجموعة "إيكوواس"، يرون أنه قبل انضمام المغرب رسمياً يجب أولاً التحقق من التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن مجموعة الدول الأعضاء تهدف إلى جانب الاندماج الاقتصادي، إلى تحقيق الاندماج السياسي لأعضائها.
ولكن سيواجه المغرب معضلة الصحراء، حيث تعترف مجموعة إيكوواس بالبورليساريو، فيما يعتبر المغرب منطقة الصحراء إحدى جهاته الترابية.

وينتمي المغرب لاتحاد المغرب العربي. لكن بسبب خلافات اقتصادية وسياسية، لاسيما بين المغرب والجزائر، تبقى هذه المجموعة جامدة. فمنذ عام 2008 لم تُنظم اجتماعات كبيرة للدول الأعضاء. ويضاف إلى جمود الاتحاد المغاربي، أن المغرب يعيش مرحلة من الفتور في العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، الذي يعد أهم شريك تجاري للرباط.
وبالتالي فإن الحكومة المغربية في حاجة ماسة لحلفاء وأسواق جديدة للمنتجات المغربية. ودول مجموعة إيكوواس بسكانها الذين يصل عددهم إلى 350 مليون نسمة تبقى من أنسب الشركاء المتاحين للمغرب في الظروف الراهنة.

في هذا الصدد يقول مدير أعمال نادي أفريقيا للاقتصاد الألماني الخبير كانينغيسر لموقع "دويتشه فيله": "المغاربة يتبعون استراتيجية سياسية مزدوجة". فمن ناحية يبحث المغرب عن علاقة مميزة مع أوروبا، ومن ناحية أخرى يرغب في تقوية اندماجه في القارة الأفريقية". ويضيف: "المغاربة يدركون أن القارة الأفريقية، لاسيما غربيها مناطق نمو. وهم يأملون في الحصول على فوائد اقتصادية، لكن أيضاً ممارسة تأثير سياسي متزايد في القارة".

لكن نيجيريا العضو الأقوى اقتصادياً في مجموعة إيكوواس، تعارض انضمام المغرب، والعديد من المجموعات تنصحها بالتصدي لانضمام المغرب. وتشكل نيجيريا حاليا أكثر من ثلثي القوة الاقتصادية لمجموعة إيكوواس. وسيكون المغرب اقتصاديا ثاني أقوى بلد في حال انضمامه. ومن هنا تتخوف نيجيريا على موقفها هي المهيمنة على المجموعة.


(العربي الجديد)



المساهمون