جولة مفاوضات جديدة بين واشنطن وبكين وسط بدء تنفيذ الرسوم الأميركية

07 مايو 2019
جولة مرتقبة من المفاوضات بين الجانبين في واشنطن(فرانس برس)
+ الخط -


قال الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتيزر إن التعرفات الجمركية الإضافية على الصين، والتي هدد بها الرئيس دونالد ترامب نهاية الأسبوع، ستدخل حيز التنفيذ في الساعة 12:01 صباحاً بتوقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، الجمعة.

وأضاف وفقاً لوكالة "أسوشييتد برس"، أن المفاوضات التجارية مع الصينيين ستستأنف يوم الخميس المقبل في واشنطن.

وفي مؤتمر صحافي، اتهم لايتيزر بكين "بالتراجع عن الالتزامات السابقة بعد 10 جولات من المفاوضات الكبيرة بشأن الحملة الصينية العدوانية التي تهدف من خلالها إلى أن تحل محل الهيمنة التكنولوجية الأميركية".

بدوره، قال وزير الخزانة ستيفن منوتشين، بحسب ما نقلت عنه شبكة "سي أن بي سي" وصحيفة وول ستريت جورنال، إنّ عقبات جديدة برزت بين الطرفين في المفاوضات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

ورغم التراجع الذي شهدته الأسواق المالية العالمية، خصوصاً الصينية، الاثنين بعد تهديدات ترامب، أكد منوتشين أن ردة فعل الأسواق "لا تلعب دوراً" في المحادثات الجارية.


وتريد إدارة ترامب أن توازن مبادلاتها التجارية مع الصين، وأن تخفّض العجز التجاري الكبير معها، حيث بلغ فائض الميزان التجاري بينهما 378.73 مليار دولار في 2018.

وبالإضافة إلى فتح السوق الصيني على البضائع الأميركية، تريد الولايات المتحدة أن تقوم الصين بتغييرات هيكلية تضع حداً للنقل القسري للتكنولوجيا الأميركية، و"سرقة" الملكية الفكرية كما تتهمها وأيضاً الإعانات المقدمة إلى الشركات العامة.

وتعتبر هذه الجولة الجديدة من المحادثات حاسمة، إذ قد تؤدي إلى اتفاق تجاري أو إلى عودة الحرب التجارية.


من جانبها، أكدت الصين، الثلاثاء، أن كبير المفاوضين التجاريين ليو هي سيتوجه إلى الولايات المتحدة لإجراء جولة جديدة من المحادثات التجارية هذا الأسبوع.

وقالت وزارة التجارة في بيان، وفقاً لوكالة "فرانس برس"، إن ليو سيكون في واشنطن يومي الخميس والجمعة لإجراء "الجولة الـ11 من المشاورات حول المسائل الاقتصادية والتجارية"، رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن زيادة الرسوم الجمركية على ما يصل إلى 200 مليار دولار من السلع الصينية اعتباراً من يوم الجمعة المقبل.

وقال متحدث باسم الخارجية الصينية الثلاثاء إن "زيادة الرسوم الجمركية لن يحل أي مشكلة"، مبدياً أمله أن يتمكن الطرفان من "إيجاد حلّ لمخاوفهما المشروعة وأن يسعيا إلى الخروج باتفاق يفيد الطرفين".

لاغارد تحذر

من جهة ثانية، حذرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الثلاثاء بأن الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة يشكل "تهديداً" للاقتصاد العالمي، مبدية أسفها لـ"الشائعات والتغريدات" الأخيرة "غير المؤاتية" للاتفاق.

وقالت لاغارد للصحافيين بعد مداخلة لها في منتدى باريس حول مديونية الدول النامية "من الواضح اليوم أن التوتر بين الولايات المتحدة والصين يشكل التهديد الذي يواجهه الاقتصاد العالمي".

وأضافت "تكون لدينا انطباع بأن هذا التهديد يزول وأن العلاقات تتحسن ونتجه نحو اتفاق" بين واشنطن وبكين، مؤكدة أملها "في أن يكون الوضع كذلك، لكن الشائعات والتغريدات غير مؤاتية تماما" للتوصل إلى اتفاق.

اتفاق أو حرب تجارية

إلى ذلك، أعرب اقتصاديون من شركة باركليز البريطانية عن اعتقادهم أن "الطرفين يريدان عقد اتفاق". ورأى باحثون من "أكسفورد إيكنومكس" في مقال وفقاً لـ"فرانس برس" أن "التوترات الجديدة ستخفت على الأرجح"، معترفين في الوقت نفسه بارتفاع خطر التدهور.

وإذا نجح الاقتصاد الأميركي حتى الآن في الحد من تأثيرات الحرب التجارية، لكن يتفق الاقتصاديون على أن ارتداداتها ستكون أعظم إذا طالت أكثر.

وهذا التوتر الجديد يعاكس أشهراً من الانفراج، حقق خلالها المفاوضون الأميركيون والصينيون "تقدماً" في المفاوضات، وأشاروا إلى محادثات "مثمرة" واتفاق وشيك.


وحتى الآن، يبدو أن الوضع الحالي يؤثر إيجابياً على استراتيجية دونالد ترامب، إذ بقي النمو الأميركي صامداً أكثر مما كان متوقعاً في الربع الأول من العام (3.2%)، بينما هزّت الرسوم الجمركية الاقتصاد الصيني العام الماضي، ووفق ترامب، فإن لدى الصين الكثير لتخسره في هذا النزاع بالمقارنة مع الولايات المتحدة، حيث إنها لا تستطيع أن تفرض رسوماً جمركية على أكثر من 120 مليار دولار من البضائع الأميركية، وهي قيمة الصادرات الأميركية إلى الصين في 2018.

مع ذلك، كشف المجلس الاقتصادي الصيني الأميركي أن الصادرات الأميركية إلى الصين انخفضت العام الماضي، وأن الولايات الأميركية التي تشكّل مصدر الصادرات الأساسي إلى الصين تعاني جراء الرسوم الجمركية الصينية.

وكتب ترامب الاثنين في تغريدة "الولايات المتحدة تخسر منذ سنوات 600 إلى 800 مليار دولار في العام في التجارة. مع الصين وحدها نخسر 500 مليار دولار. متأسف، لن نواصل العمل بهذه الطريقة!".

(العربي الجديد، وكالات)

المساهمون