برامج السيارات "الآلية" لا تزال قاصرة ومحفوفة بالمخاطر

10 يوليو 2019
باصات نقل صغيرة ماركة "ماي موبيليتي" (Getty)
+ الخط -

تنحو صناعة السيارات حاضراً ومستقبلاً باتجاه الأتمتة شبه الكاملة، لكن العيوب التي تعتري تقدّم الشركات الصانعة على هذا الصعيد ترفع منسوب الأخطار على حياة البشر، سائقين كانوا أو ركاباً أو عابرين.

فمجرّد القبول باستخدام سيارة ذاتية القيادة تماماً، أو معتمدة على الأنظمة التشغيلية الآلية بدرجة عالية، يعني بالتالي قبول الإنسان بقرارات تتعلق بحياته أو ربما موته، وهذا ما يتطلب برأي الخبراء معايير أمان وسلامة أعلى مستوى من تلك الموجود الآن أو حتى الخاضعة للتجارب في الوقت الراهن.

صحيح أن الدور الرئيسي لأجهزة الكمبيوتر هو مساعدة البشر على اتخاذ القرارات، لكن ثمة مخاوف يعبّر عنها الخبراء عندما تدخل أنظمة الكمبيوتر في حقول متعلقة بسلامة البشر، حسبما أبرز تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، لا سيما عندما يوكل في كثير من الأحيان إلى الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي القيام بعمليات كاملة متكاملة، بما يرتبط في بعض الحالات بأمور تتعلق بالحياة والموت، كما هي الحال في قيادة السيارات الآلية والطائرات الذاتية.
هذا التحوّل التكنولوجي، على أهميته، يثير جدلاً كبيراً. فالمؤيدون له يجادلون بأن الأتمتة تجعل البشر أكثر أماناً، وهذا صحيح في كثير من الحالات، أما المنتقدون فينطلقون من الأحداث التي اتخذت فيها أجهزة الكمبيوتر قرارات خطرة كان يمكن أن يتجنّبها الإنسان.

وتمثل معايير جودة البرمجيات تحدياً كبيراً، كما يتبيّن منذ سنوات بنتيجة الأبحاث في مجال الروبوتات في مختبرات الذكاء الاصطناعي وعلى مدى عقود من تصميم الأنظمة المستقلة وشبه المستقلة في قطاعات الخدمات المالية.

وفي المحصّلة، يتبيّن بالتجربة أن برمجة أجهزة الكمبيوتر لمساعدة البشر على اتخاذ القرارات هي أسهل بكثير من برمجة الكمبيوتر للعمل بالكامل من تلقاء نفسه.

عادة ما يكون مقبولاً بالنسبة لبرنامج كمبيوتر أن يخيّب أمل إنسان يستخدمه، لكن إذا فشل برنامج في توجيه السيارة أو الطائرة أثناء تحليقها، تصبح القصة مختلفة تماماً. وبالتالي، يجب أن تكون جودة أنظمة الكمبيوتر الخاصة باتخاذ القرارات أعلى بكثير، خاصة عندما تكون حياة البشر على المحك.

وليس أدل على مخاطر القيادة الذاتية من الحوادث البارزة الأخيرة التي تنطوي على برامج الطيار الآلي في الطائرات التجارية والسيارات ذاتية القيادة، مع ما جلبته من مآس للعائلات وخسائر لشركات الطيران والتأمين.
يُمكن للأتمتة أن تجعل الناس أكثر أمانًا فضلاً عن جعل العديد من الصناعات أكثر كفاءة، لكن مع تفويض الإنسان مزيداً من المسؤوليات إلى الخوارزميات، يتوجب عليه أن يرفع مستوى توقعاته منها.

والمعايير والممارسات التي كانت جيدة كفاية عندما كانت البرامج تساعد البشر ببساطة، ليست هي نفسها الملائمة لأنظمة القيادة الذاتية في السيارات والطائرات عندما تكون الحياة البشرية مُهدّدة.

وكلما سرّع الباحثون والمخترعون عملية التحوّل، سرعان ما سيدرك البشر والشركات المصنّعة الفوائد الكاملة للأتمتة، فضلاً عن التغلب على الأخطار التي تنطوي عليها.
دلالات
المساهمون