أردوغان يستهدف نمو التبادل التجاري مع روسيا لـ100مليار دولار

إسطنبول
09 اغسطس 2016
FA631303-208C-45C0-8857-E30D60421948
+ الخط -

رأى المحلل التركي، أوكتاي يلماظ، أن زيارة الرئيس التركي إلى روسيا اليوم، ستعطي دفعة للعلاقات التركية الروسية، لأن العلاقات في أصلها اقتصادية قبل أن تكون سياسية وعسكرية، وكانت روسيا الشريك الثاني وحجم التجارة قبل تسعة أشهر يزيد عن 30 مليار دولار، واتفق الطرفان على أن يصل إلى مائة مليار خلال سنتين، قبل أن تعلن موسكو العقوبات وتتوتر العلاقات.
ويضيف يلماظ، لـ"العربي الجديد"، أن ثمة مشاريع عملاقة ستعيد الزيارة إحياءها، فضلاً عن عودة الصادرات والسياحة، مثل مشروع "السيل التركي" ومشروع إنشاء محطة نووية لتوليد الطاقة في تركيا.

ومن المتوقع أن يبلغ حجم ضخ الغاز الروسي في شبكة "السيل التركي"، 63 مليار متر مكعب سنويًا، منها 47 مليار متر مكعب ستذهب إلى السوق الأوروبية، فيما سيخصص 16 مليار متر مكعب للاستهلاك التركي.

وأشار المتحدث نفسه إلى إعادة تفعيل الاستثمارات المشتركة أو الاستثمارات الروسية، والتي تتصدر الاستثمار الأجنبي في تركيا، العام الماضي، بنحو 752 مليون دولار، تليها الاستثمارات الماليزية والهولندية.

وكان الصندوق الروسي للاستثمار المباشر (RDIF)، قد أعلن استعداده للمشاركة في صندوق الاستثمار التركي الروسي المشترك.



وأضاف صندوق الاستثمار الروسي، خلال بيان اليوم، أن الصندوق (RDIF) مستعد للمشاركة في صندوق الاستثمار التركي الروسي المشترك، كما أنه يجري حاليا لقاءات مع إحدى الشركات التركية، لتوقيع اتفاقية استثمار تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات.

وأشار البيان إلى أن رئيس الصندوق، كيرلي دميترييف، سيشارك في اللقاء المزمع اليوم، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف، أن دميترييف سيلتقي رجال أعمال أتراكا في سانت بطرسبرغ، ومن المنتظر أن يتم في نهاية اللقاء، توقيع اتفاقية استثمار بقيمة مئات الملايين من الدولارات بين الصندوق وإحدى الشركات التركية الكبرى، من دون ذكر اسمها.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد توجه، صباح اليوم الثلاثاء، إلى مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، على رأس وفد يغلب عليه الاقتصاد، ويضم نائب رئيس الوزراء محمد شيمشك، ووزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والثقافة والسياحة نابي أوجي، والاقتصاد نهاد زيبكجي، والزراعة والثروة الحيوانية فاروق جليك، والطاقة والموارد الطبيعية براءت ألبيرق، ورئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان، ونائب رئيس حزب العدالة والتنمية مهدي أكر.

وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قبيل زيارته لروسيا، استعداد بلاده لاتخاذ الخطوات اللازمة فيما يخص تنفيذ مشروع خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي مع روسيا، والمعروف باسم "السيل التركي".
أوضح، خلال تصريح لوكالة "تاس" الروسية، أن روسيا تمتلك الحصة الأكبر بين قائمة الدول التي تصدّر الغاز الطبيعي إلى تركيا.
وأضاف أردوغان، أن بلاده استوردت من روسيا 12.5 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في الفترة ما بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو، لافتا إلى أن هذه الكمية تعتبر مؤشرا على أن تركيا تعد روسيا شريكا مهما من الناحية الاقتصادية.

وكانت روسيا قد أعلنت، مطلع كانون الأول/ديسمبر من عام 2014، إلغاء مشروع خط أنابيب "السيل الجنوبي"، الذي كان يمر من تحت البحر الأسود عبر بلغاريا إلى جمهوريات البلقان والمجر والنمسا وإيطاليا، حيث تخلت موسكو عن المشروع بسبب موقف الاتحاد الأوروبي الذي يعارض ما يعتبره احتكاراً للمشروع من قبل شركة الغاز الروسية "غاز بروم".

كان نائب رئيس صندوق أمن الطاقة الوطني الروسي، ألكسي غريفاتيش، قد صرح، في وقت سابق لوكالة أنباء الأناضول، أن مشروع السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي من روسيا إلى تركيا (لنقله عبر الأراضي التركية إلى الدول المستهلكة جنوبي أوروبا)، له أهمية بالغة.

وقال مدير شركة أنكورا غاز التركية، غوكهان ياردم، للوكالة ذاتها، إن "مشروع السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي، سيرسم ملامح العلاقات بين تركيا وروسيا للسنوات العشرين المقبلة"، مشيراً إلى أن "تركيا ستستورد 4 مليارات متر مكعب إضافي من الغاز الروسي عند استكمال المشروع.

ونقلت مصادر إعلامية، أن المحادثات ستركز على تحقيق الأهداف التجارية، برفع حجم التبادل التجاري من 30 مليار دولار إلى نحو 100 مليار دولار، كما كان مخططاً قبل إسقاط المقاتلة الروسية، فضلاً عن مشاريع الطاقة، وفي مقدمتها مشروع نقل الغاز الروسي عبر تركيا إلى أوروبا، والذي يعرف بـ"السيل التركي" والبحث في عودة السياح الروس إلى تركيا، والذين يشكلون قبل القطيعة نحو 10% من مجمل السياح في تركيا وينفقون نحو 6 مليارات دولار سنويا، بالاضافة إلى تجارة المواد الغذائية والاستثمارات المشتركة.


وقالت المصادر إن وفداً اقتصادياً ضخماً يرافق الرئيس التركي في زيارته لروسيا، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري الذي تراجع من نحو 38 مليار دولار عام 2008 إلى نحو 23 مليارا العام الماضي، بعد أن تراجعت الصادرات التركية إلى روسيا بنسبة 60% خلال النصف الأول من العام الجاري عما كانت عليه في الأشهر الستة الأولى من عام 2015، لتستقر الصادرات عند 737 مليون دولار.
ويعول مراقبون على عودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بين التراجع الحاد بحجم التبادل الذي لم يزد عن 23 مليار دولار العام الماضي، بعد أن كانت تركيا أهم الشركاء التجاريين لروسيا، لا سيما بعد انخفاض أسعار البترول، والعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو من قِبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2010، قرابة 26.2 مليار دولار، فيما طرأ ارتفاع على هذا الرقم بنسبة 17.3%، ليصل إلى 31.2 مليار دولار مع نهاية عام 2014، قبل أن يتراجع العام الماضي لنحو 23 مليار دولار.
وبالنظر إلى الصادرات التركية خلال عام 2014، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 157.6 مليار دولار، بلغت حصة روسيا نحو 5.9 مليارات دولار، أي بنسبة 3.8% من إجمالي الصادرات التركية.

المساهمون