التأهل للمونديال ينعش الاستهلاك في المغرب

12 نوفمبر 2017
المطاعم والمقاهي شهدت إقبالا كبيرا خلال المباراة(Getty)
+ الخط -
شهدت المطاعم والمقاهي في المغرب نشاطاً غير مسبوق على خلفية تأهل المنتخب الوطني لمونديال كأس العالم في روسيا العام المقبل 2018، فيما رأى خبراء اقتصاد أن لهذه المناسبة أثراً إيجابياً على معنويات الأسر، ما ينعش العديد من القطاعات الاستهلاكية والخدمية في الدولة.
ولاحظت "العربي الجديد"، بعد تأهل المنتخب المغربي للمونديال على حساب ساحل العاج، إقبالاً كبيراً من الأسر على المقاهي والمطاعم، التي ظلت مفتوحة إلى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد.

وقال سفيان الجلبي، المشرف على مطعم بوسط مدينة الرباط، إن المطاعم حققت، مساء السبت، بعد فوز المغرب أرقام مبيعات، لم يسبق لها أن بلغتها منذ أعوام، وذلك بفضل الإقبال الكبير للأسر عليها، مشيراً إلى أن الكثير من المطاعم استعدت لهذا الحدث.
وأضاف الجلبي أنه لوحظ في الفترة الأخيرة تقليص الأسر إنفاقها، لا سيما في ظل القلق من تضرر العديد من القطاعات الإنتاجية من تأخر الأمطار، غير أن الأحداث الرياضية الأخيرة حررت الأسر من القلق ودفعها إلى الإنفاق باستعمال مدخراتها.

ويساهم استهلاك الدولة والأسر في الأعوام الأخيرة، بشكل حاسم، في النمو الاقتصادي، الذي ينتظر أن يصل في العام المقبل، إلى 3.2%، مقابل 4.6% متوقعة في العام الحالي.
ورأى مسؤول في إحدى وكالات الإشهار (الإعلان) أن تأهل المغرب سينعش العديد من القطاعات الإنتاجية، ومنها المشروبات الغازية، التي ينتظر أن يحقق الفاعلون فيها، إيرادات كبيرة، العام المقبل، بفضل مشاركة المغرب في المونديال.
ويضيف أن شركات بيع أجهزة التلفاز، ستسعى أيضاً بعد تأهل المغرب، إلى تقديم عروض مغرية للأسر، وذلك بتنسيق مع شركات قروض الاستهلاك، وذلك اعتباراً من شهري إبريل/ نيسان ومايو/ أيار المقبلين.

وبحسب أمين التوس، المسؤول في أحد الفنادق، فإن مشاركة المنتخب المغربي في كأس العالم بروسيا، ستكون لها انعكاسات إيجابية على السياحة بالمغرب، حيث يمثل ذلك ترويجاً للمقاصد المغربية، ما يزيد من فرص العمل في القطاع ويحسن أوضاع العاملين فيه. وتسعى المملكة إلى جذب 11.8 مليون سائح في العام الحالي.
وصعدت نسبة البطالة في المغرب، خلال الربع الثاني من العام الحالي، إلى 9.3% على أساس سنوي، صعوداً من 9.1% في الفترة المقابلة من 2016.

وكان استطلاع أجرته المندوبية السامية للتخطيط الحكومية أخيراً، قد أشار إلى أن 32.1% من الأسر تتوقع تحسن وضعها المالي، في الاثني عشر شهراً المقبلة، بينما تترقب 12.5% من الأسر تدهوره.
وتبنت الحكومة عبر مشروع الموازنة تدابير ينتظر أن تؤثر على القدرة الشرائية للأسر، غير أن الحكومة تؤكد أن أكثر من نصف مخصصات الموازنة سيوجه للقطاع الاجتماعي. ورأى خبراء اقتصاد أن حالة التفاؤل، تدفع الأسر إلى السعي للاستهلاك وتحسين وضعها المالي.

واعتبر بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة (الجمعية) المغربية لحقوق المستهلك، أن تأهل المنتخب المغربي، سينعش استهلاك الأسر، مؤكداً على أن كرة القدم تعبئ المغاربة وتنعش معنويات الأسر.
وصادقت الحكومة المغربية، يوم 17 أكتوبر/ تشرين أول، على مشروع موازنة 2018، الذي يبدأ مطلع يناير/ كانون الثاني المقبل وتنتهي بنهاية ديسمبر/ كانون الأول 2018.

وبشكل غير مباشر يتوقع أن تستفيد الحكومة المغربية من انتعاش الاستهلاك في الدولة، حيث تساهم الضرائب على الاستهلاك في رفد الإيرادات غير المباشرة، التي يتوقع أن تصل في العام المقبل إلى 9.3 مليارات دولار، مقابل 8.9 مليارات دولار في العام الحالي، بزيادة تبلغ نسبتها 4.3%.
وتمثل إيرادات الضريبة على القيمة المضافة وحدها حوالى 4.1 مليارات دولار، أي حوالى 18% من مجمل الضرائب المباشرة وغير المباشرة المتوقعة في العام المقبل، والتي يتوقع أن تصل إلى 22 مليار دولار. وتطبق هذه الضريبة على السلع والخدمات بنسب تتراوح بين 7% و20%.

وينتظر أن تعمد الحكومة، اعتباراً من يناير/كانون الثاني 2018، إلى رفع رسوم الجمارك على واردات المنتجات المصنعة ونصف المصنعة، لتنتقل الأسعار المطبقة عليها من 17.5% إلى 20% ومن 25% إلى 30%، ما يرفع من أسعار المنتجات للمشتري النهائي، وبالتالي يزيد من حصيلة الضرائب عليها، ويدعم موازنة الدولة التي تعاني من العجز وفق محللين.
وكان تقرير صادر عن المندوبية السامية للتخطيط الحكومية في نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، قد أشار إلى أن 87.5% من الأسر المغربية ترى أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت في الاثني عشر شهراً السابقة على صدور التقرير.


المساهمون