مؤسِس هواوي أمام تحدّيات صعبة لإنقاذ شركته وابنته

30 يناير 2019
كان رين زينغ فاي ضابطاً سابقاً بالجيش الصيني(فرانس برس)
+ الخط -
يجد مؤسِس شركة التكنولوجيا العملاقة هواوي رين زينغ فاي نفسه أمام أصعب تحديات في حياته: إنقاذ شركته وابنته التي تواجه اتهامات من القضاء الأميركي.

وأسس المسؤول البالغ من العمر 74 عاماً شركته عام 1987، ومنذ ذاك، شاهدها تتحوّل إلى أحد أضخم الشركات، مع 180 ألفاً من الموظفين في 170 بلداً، وبيع 206 ملايين من الهواتف الذكية العام الماضي، ورقم أعمال حجمه 100 مليار دولار (87 مليار يورو).

واليوم تهدد اتهامات ثقيلة كشفت عنها وزارة العدل الأميركية ضدّ الشركة، بتقويض إمبراطوريته وإرسال ابنته منغ وانزهو، المديرة المالية لهواوي، إلى السجن، كما يشكّل إعلان واشنطن ضربةً قاسيةً للشركة التي كانت في وسط حملةٍ إعلامية لتلميع صورتها.

وكان رين زينغ فاي في طليعة المتصدين خصوصاً لاتهامات بالتجسس أطلقها الغرب ضد الشركة، وأكد للإعلام الصيني هذا الشهر "أريد أن أضمن تفهّم زبائننا"، مضيفاً أنه "مجبر" على "التحدّث"، وفق ما نقلت عنه دائرة الاتصالات في هواوي التي أشارت إلى مرحلة "أزمة" تعيشها الشركة.

وأوقفت ابنة رين زينغ فاي في كندا أوائل كانون لأول/ديسمبر، بتهم الاحتيال المصرفي وانتهاك العقوبات على إيران، وستعقد أول جلسة استماع بشأن تسليمها إلى الولايات المتحدة في آذار/مارس.

ويتهم القضاء الأميركي هواوي بـ"سرقة" الأسرار التكنولوجية من مشغّل الاتصالات "تي موبايل" الأميركي.

رين زينغ فاي غير متهم رسمياً، لكن اسم هذا المهندس السابق في الجيش الذي يملك ثروةً قيمتها 3,4 مليارات دولار كما حددتها مجلة فوربس، يرد في القرار الاتهامي الأميركي.
ومعرّفاً بلقب "الشخص-1" في القرار، صرّح رين زينغ فاي "خطأ" في العام 2007 إلى عناصر في مكتب التحقيقات الفدرالي، بأن شركته لم تكن أبداً على علاقة مباشرة مع أي شركة إيرانية.

وأكد وزير العدل الأميركي بالوكالة ماثيو ويتيكر أن "الأنشطة الإجرامية المذكورة في هذا القرار ترجع على الأقلّ إلى عشر سنوات وتصل حتى إدارة الشركة".

وتقود الولايات المتحدة منذ العام الماضي حملة مكثفة لثني حلفائها الغربيين عن استخدام معدات هواوي، تحت عنوان تهديد الشركة الصينية للأمن القومي.

وانعدام الثقة تجاه الشركة، سببه جزئياً الماضي العسكري لرين زينغ فاي، حيث انضم إلى الجيش الصيني خلال الثورة الثقافية (1966-1976) عندما حكمت "الفوضى التامة" البلاد، وفق ما قال في كانون الثاني/يناير إلى الصحافة الغربية.

وكمهندس، انضم رين زينغ فاي إلى فريق مكلف بإعادة تنظيم مصنع ألبسة في قرية لياووانغ (شمال شرق)، حيث تهبط درجات الحرارة إلى ما دون العشرين تحت الصفر، وحيث اضطر أحياناً إلى النوم على العشب.
وكانت جهوده كمهندس في الجيش ملحوظة، وفي أعقاب ذلك، انضم إلى الحزب الشيوعي الصيني الذي حضر مؤتمره عام 1982 بصفته ممثلاً.

وقال أيضاً "أنا والد منغ وانزهو. لذا، فإنني بغاية الشوق إليها (...) خلال طفولتها كنت في الجيش وكنت أغيب فترة 11 شهراً في السنة".

ورين زينغ فاي هو محطّ شبهات عديدة، كما ينظر إلى ماضيه العسكري على أنه تأكيد للروابط الوثيقة بين الجيش والحكومة الصينية، وترفض هواوي تلك الاتهامات وتشدد على أنه لا يوجد "أي دليل" على أن عملاق الاتصالات يشكل تهديداً للأمن القومي.

وأوقفت بولندا أيضاً في كانون الثاني/يناير موظفاً من هواوي يشتبه بتجسسه لصالح الصين. وفصلته الشركة سريعاً، ونفت أي علاقة لها بتصرفاته.

ورغم الهجوم الأميركي في الأشهر الأخيرة ضد شركته، أعلن رين زينغ فاي في وقت سابق في كانون الثاني/يناير عن أمله "التعاون" مع الولايات المتحدة. 


(فرانس برس)
المساهمون