شبح الظلام يهدّد محافظات مصريّة بسبب سوء الصيانة

03 اغسطس 2018
إهمال الإدارات الحكومية يفاقم أزمة الكهرباء (Getty)
+ الخط -

تسبّب انفجار عدد من المحوّلات الكهربائية واحتراق الكابلات، بعودة شبح الظلام مجدداً إلى عدد من المحافظات المصرية، بخاصة القليوبية والجيزة والدقهلية والشرقية وعددا من محافظات الصعيد، حيث لا يمر يوم إلا ويدوّي انفجار في إحدى المدن أو القرى، نتيجة ارتفاع الأحمال والضغط على الشبكة لتشغيل الأجهزة الكهربائية.

وتُذكي الانفجارات الهلع والخوف بين الأهالي، فيما يشتكي عدد من المواطنين من تهالك المحوّلات بعد تكرار انفجارها نتيجة عدم تحمّلها الضغوط، إلى جانب الخسائر المنزلية، مثل لمبات الكهرباء الدائمة التلف بسبب التيار العالي، وتعطل الثلاجات والتلفزيونات والمراوح وغيرها من الأجهزة.

وأكّدوا في عدد من البلاغات إلى الجهات المختصة ضرورة نقل المحوّلات إلى خارج الحيّز العمراني في القرى، وتغيير مسار عدد من الكابلات الأرضية حرصاً على أرواح الأهالي، الذين يعتبرون أنها أصبحت بمثابة "مصائد للموت".

لكن البلاغات كلها بلا جدوى، حسبما أكد المواطن عبدالفتاح محمود، الموظف في محافظة الأقصر بصعيد مصر، مشيراً إلى أن المسؤول يحضر ويُجري المقايسة، ثم يَعد بتلافي الكارثة "التي تهدّد حياتنا يومياً، لكن من دون اهتمام فعلي على أرض الواقع".
وأثارت عودة انقطاع التيار الكهربائي لعدد من الساعات نهاراً وليلاً، حالة غضب واستياء بين المواطنين، بخاصة في ظل الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة، على رغم وجود حالات مرضية وكبار سن وأطفال يحتاجون إلى تشغيل أجهزة كهربائية.

مسؤول في وزارة الكهرباء أوضح أن مئات الأعمدة متهالكة وأسلاكا كثيرة تالفة ومحولات مضى عليها زمن ولم تعُد صالحة، مشدداً على أن الانفجارات التي تسببها المحولات والكابلات تحدث دوياً هائلاً، وتؤدي إلى خسائر سواء في الأرواح أو الأشياء المادية.

ولفت إلى أن الحكومة اهتمت بتقوية وتحديث الشبكات الكهربائية الرئيسية في المحافظات فقط، من دون الاهتمام بالشبكات الفرعية للقرى والمدن وتغير عدد من المحولات التي لا تستطيع مقاومة الأحمال، بخاصة خلال يوليو/ تموز وأغسطس/ آب.

واعتبر أن الأزمات التي تواجهها مصر حالياً هي أزمة ضمير، حيث إنه عند انفجار كابل في منطقة معينة يتم وضع "وصلات" فقط في مكان الحادث من دون تغيير الكابل كاملاً، مشيراً إلى أن محافظة القليوبية تعد الأولى على محافظات مصر بالشبكات المتهالكة، وأن هناك فساداً كبيراً في "عمل المقايسات" على الإحلال والتجديد، والمصيبة أنها عمليات إحلال على الورق فقط، حيث يتم نقل تلك الأموال إلى جيوب كبار الموظفين في وزارة الكهرباء.

المسؤول الذي رفض كشف اسمه، قال إن الضغط على الشبكة وراء تزايد انفجارات المحولّات، التي يتجاوز عمر معظمها 40 عاماً، كما أن البنية الأساسية في مرفق كهرباء محافظات الصعيد تعاني حالة من التردي والإهمال، بخاصة في القرى، مع أنها طاولت المدن أيضاً، على مرأى ومسمع المسؤولين في شركة الكهرباء، ولم تتم صيانة الكابلات والمحوّلات في عدد من محافظات الصعيد منذ عشرات السنين، إضافة إلى الأسلاك العارية التي تملأ عدداً من الشوارع وتسبّب الموت صعقاً لضحاياها.
دلالات
المساهمون