الدولار يواصل ارتفاعه والذهب في أعلى سعر بتاريخ سورية

13 ابريل 2016
الليرة السورية فقدت 95% من قيمتها منذ عام 2011(GETTY)
+ الخط -




واصل الدولار ارتفاعه اليوم الأربعاء، ليسجل 512 ليرة في دمشق، وأكثر من 520 ليرة في المناطق الخارجة عن سيطرة نظام بشار الأسد، ليرتفع بالمقابل سعر غرام الذهب إلى أعلى سعر له على الإطلاق، مسجلاً 17900 ليرة سورية للغرام الواحد .

ويقول المحلل الاقتصادي علي الشامي من دمشق، إن تراجع سعر صرف الليرة اليوم تحت تأثير عاملين؛ الأول انشغال الأمن السوري بالانتخابات عن مراقبة وملاحقة شركات الصرافة، ما أخرج العامل الأمني قليلاً فتراجعت الليرة بنحو خمس ليرات أمام الدولار.

أما العامل الثاني في تهاوي سعر الصرف جاء نتيجة ما يمكن قراءته انسحاباً للمصرف المركزي خلال نشرته اليوم، حيث حدّد سعر الحوالات 433 ليرة للدولار، متراجعاً ثلاث ليرات عن النشرة السابقة وسعر تمويل المستوردات 452 ليرة، في حين كانت قبل شهر 407 ليرات وسعر صرف الدولار في المصرف المركزي 443 ليرة سورية.




وأضاف الاقتصادي الشامي لـ"العربي الجديد" أن جميع محاولات حكومة بشار الأسد والمصرف المركزي، بما فيها الأمنية والتدخل المباشر عبر بيع الدولار لشركات الصرافة وبعض المصارف الخاصة، باءت بالفشل، ويبقى السوق هو من يحدّد سعر الصرف وليس دوريات الأمن أو نشرات المصرف المركزي.

وكان مصرف سورية المركزي قد نسب خلال بيان أصدره أمس، أسباب ارتفاع سعر الصرف للحصار الغربي العربي وتدمير المنشآت الاقتصادية وإغلاق المعابر.

 

وأضاف خلال بيان اطلع "العربي الجديد" عليه، أن "المصرف المركزي" يفعل ما بوسعه لضبط السعر والحفاظ على الحدود المقبولة للتوازن ضمن أجواء غير مريحة من عقوبات وظهور متنافسين غير شرعيين في سوق الصرف، أهمهم المضاربون، مستخدمين أدوات إعلامية وإعلانية عصرية تمثلت في الصفحات والتطبيقات التي تلعب بسعر الصرف يومياً، بوجوه خفية ومصالح تثير الريبة وارتباطات مشبوهة، على حد وصف البيان.

وهو ما وصفه المحلل الشامي "بالذرائع القديمة" متسائلاً، أين الأسباب الاقتصادية في بيان المصرف المركزي وأين دور الحرب وما دمرته من منشآت إنتاجية وخدمية.

وعزا الشامي أسباب تدهور سعر صرف الليرة إلى أسباب نفسية تتعلق بعدم ثقة السوريين بالليرة، في واقع استمرار الحرب وبطلان ادعاءات الأسد بالتحرير والانتصار، لأن الأسباب الاقتصادية قائمة ولها دور مهم، لكنه ليس جديداً.

في السياق ذاته، ارتفع سعر الذهب، ليبلغ أعلى مستوى له في تاريخ سورية وصعد غرام الذهب إلى 17900 ليرة لأول مرة في تاريخه، وسجلت الليرة الذهبية السورية سعر 147 ألف ليرة سورية، في حين سجلت الأونصة الذهبية السورية سعر 639 ألف ليرة سورية.

وفي حين أرجعت جمعية الصاغة في دمشق، السبب في الارتفاع الجديد لأسعار الذهب إلى ارتفاعه عالمياً، حيث سجل سعر الأونصة 1261 دولاراً، يؤكد مراقبون أن التضخم الذي أكل سعر الليرة هو السبب الحقيقي، بعد خسارتها أكثر من 95% من قيمتها منذ مطلع الثورة عام 2011 وقت لم يزد سعر صرف الدولار عن 50 ليرة سورية.

 

المساهمون