روسيا تتأهب لتداعيات "حرب النفط"

10 مارس 2020
السعودية سترفع إمداداتها النفطية إلى 12.3 مليون برميل يومياً(Getty)
+ الخط -
بعدما تصاعدت الحرب النفطية بين السعودية وروسيا، أكبر دولتين منتجتين للنفط حول العالم، دعت موسكو إلى اجتماع عاجل، الأربعاء، لبحث أسباب تهاوي أسعار النفط، فيما ردت الرياض بأنه لا حاجة ضرورية لمثل هذا الاجتماع في غياب اتفاق.

وقال وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان، اليوم الثلاثاء، إنه لا يرى حاجة لعقد اجتماع لمجموعة "أوبك+" في الفترة من مايو/ أيار إلى يونيو/ حزيران، في غياب اتفاق على الإجراءات التي يجب اتخاذها للتعامل مع أثر فيروس كورونا على الطلب والأسعار، في الوقت الذي دعت روسيا لاستئناف الحوار داخل "أوبك+".

وصرح الوزير، لوكالة "رويترز"، رداً على تصريحات نظيره الروسي ألكسندر نوفاك، اليوم الثلاثاء: "لا أرى مبرراً لعقد اجتماعات في مايو أو يونيو من شأنها فقط إظهار فشلنا في القيام باللازم في أزمة كهذه وتبني الإجراءات الضرورية".

وقال نوفاك، اليوم الثلاثاء، إنّ روسيا لا تستبعد اتخاذ إجراءات مشتركة مع منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" لتحقيق الاستقرار في سوق النفط، مضيفاً أنّ تعافي أسعار النفط سيستغرق شهوراً عقب نزولها لأقل مستوى في أربعة أعوام إثر انهيار اتفاق "أوبك+"، الأسبوع الماضي.

وشدد الوزير السعودي في رده على نوفاك على أنه ينبغي على كل منتج للنفط الحفاظ على حصته في السوق، مؤكداً أنّ هناك "سوقاً حرة، يجب أن يبدي كل منتج للنفط قدرته على المنافسة ويحافظ على حصته في السوق ويعززها".

كان نوفاك، قد قال، في وقت سابق، إنّ تخفيضات الأسعار التي قدمتها "أرامكو" السعودية أدت إلى ذعر في السوق.

من جهته، قال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لـ"أرامكو" السعودية، اليوم الثلاثاء، إن الشركة سترفع إمداداتها النفطية، التي تشمل النفط لعملاء داخل المملكة وخارجها، إلى 12.3 مليون برميل يوميا في إبريل/ نيسان.

وأضاف الناصر، في بيان، أنّ إمدادات الخام ستزيد 300 ألف برميل يومياً عن الطاقة الإنتاجية المستدامة القصوى للشركة البالغة 12 مليون برميل يومياً، مشيراً إلى أنّ الشركة اتفقت مع العملاء على تقديم تلك الكميات، اعتباراً من أول إبريل/ نيسان.


تأهب روسي

كان مسؤولون روس قد سعوا إلى التهدئة والتأهب في ذات الوقت، بعد قرار السعودية رفع حصتها من الإنتاج وخفض أسعار صادراتها من النفط، رداً على الموقف الروسي في مباحثات "أوبك+" الأخيرة، يوم الجمعة الماضي.

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، إنّ ما من أحد يستبعد إمكانية استئناف المفاوضات بين روسيا والسعودية بشأن التعاون الخاص بإنتاج النفط، رغم أن المحادثات بشأن المسألة انتهت بشكل غير ودي، يوم الجمعة.


وقال بيسكوف، للصحافيين، إنّ من المرجح أن يستمر تقلب السوق الناجم عن انهيار أسعار النفط لفترة، لكنه أضاف أن التقلب كان متوقعاً وجرى وضعه في الحسبان.

وذكر أنّ الاقتصاد الروسي لديه احتياطيات كافية، وقوي بما يسمح لمواجهة عدم الاستقرار المؤقت في السوق.

وقال مصدران مطلعان لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء، إن وزارة الطاقة الروسية دعت لعقد اجتماع مع شركات النفط، غداً الأربعاء، لمناقشة التعاون المستقبلي مع "أوبك" من بين قضايا أخرى، وقال أحد المصدرين: "نعتزم مناقشة ما إذا كنا سنعود (للتعاون مع) أوبك أم لا".

موسكو تزيد الإنتاج
وأعلن نوفاك، اليوم الثلاثاء، اعتزام بلاده زيادة إنتاج النفط بواقع 200 - 300 ألف برميل يوميا على المدى القصير، اعتبارا من إبريل/ نيسان المقبل.

وقال في مقابلة مع قناة "روسيا 24"، نقلتها وكالة "الأناضول"، إن "إنتاج النفط على المدى البعيد قد يرتفع بواقع 500 ألف برميل يوميا"، فيما يبلغ متوسط إنتاج روسيا النفطي حاليا 11.29 مليون برميل يوميا.


وذكر الوزير الروسي أن خفض الأسعار الحالي للنفط لم يمنع من إبقاء الصناعة النفطية الروسية قادرة على المنافسة.. "نحن من بين أوائل دول العالم الأقل تكلفة في إنتاج الخام".

وزاد: "كنا اقترحنا خيارا معتدلا بتمديد اتفاق خفض الإنتاج حتى نهاية يونيو/ حزيران المقبل، نراقب خلال تلك الفترة تطورات سوق النفط العالمية".

المساهمون