انهارت شدادات تحمل كوبري يشيده الجيش المصري، بالقرب من ميدان الساعة في حي مدينة نصر (شرقي القاهرة)، الخميس، أثناء استكمال أعمال إنشاء الكوبري ضمن مجموعة من الجسور التي يجري تنفيذها تحت إشراف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لتسهيل حركة المرور إلى العاصمة الإدارية الجديدة، بناءً على تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتكلفة تبلغ 16 مليار جنيه.
وجدد الانهيار الجزئي للكوبري الحديث عن حجم الفساد داخل المشروعات التي يتولى الجيش تنفيذها عن طريق الإسناد المباشر، وإهدار المليارات من أموال المصريين على إنشاء "مشروعات وهمية" لا طائل من ورائها، لا سيما أنها ليست الواقعة الأولى، إذ شهدت طرق ومحاور رئيسية العديد من حوادث الهبوط الأرضي، نتيجة عدم مطابقتها للمواصفات القياسية.
وتشهد العاصمة القاهرة أعمال إنشاء عدد من الكباري بين شارعي يوسف عباس والطيران وتقاطع طريق الأتوستراد، وعند ميدان الساعة بالقرب من شارع عباس العقاد، تحت ذريعة استيعاب الكثافات المرورية بميادين مدينة نصر، والقضاء على التكدس المروري بشارع الطيران، وتقاطع طريق الأتوستراد عند ميدان رابعة العدوية، للمساهمة في انسياب الحركة المرورية.
وفي 22 إبريل/ نيسان الماضي، قال السيسي إن "القوات المسلحة تشرف على تنفيذ 40 جسراً في مناطق شرق وغرب ووسط القاهرة"، مدعياً أن إنشاء هذه الجسور "من شأنه وضع حلول جذرية لمشكلات المرور في العاصمة، وذلك رغم التكلفة المادية الهائلة لتنفيذ هذه المشروعات"، على حد تعبيره.
وانتابت السيسي، آنذاك، حالة من الغضب عند استعراض رئيس الهيئة الهندسية للجيش، اللواء إيهاب الفار، جهود الهيئة في إنجاز تلك المشروعات، ومن بينها طريق وميدان رابعة العدوية بحي مدينة نصر، إذ قاطعه قائلاً: "اسمه ميدان الشهيد هشام بركات يا سيادة اللواء"، ليكرر الأخير الخطأ في أثناء مواصلة حديثه، ليقول السيسي بانفعال: "قولنا اسمه الشهيد هشام بركات".
وبحلول 14 أغسطس/ آب المقبل، تكون قد مرت سبعة أعوام على أكبر مجزرة شهدها المصريون في تاريخهم الحديث، حين فضت قوات من الشرطة والجيش اعتصامين سلميين لمؤيدي الرئيس الراحل محمد مرسي، في ميداني رابعة العدوية بالقاهرة، ونهضة مصر بالجيزة، صبيحة يوم 14 أغسطس 2013، وهو ما خلف قرابة ألف وخمسمائة قتيل في صفوف المدنيين، إضافة إلى الآلاف من الجرحى والمصابين.