فنزويلا حُرمت من إيرادات نفطية بـ 24 مليار دولار

26 ابريل 2015
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو (أرشيف/فرانس برس)
+ الخط -

يشير تحليل أجرته وكالة رويترز إلى أن فنزويلا، والتي تواجه صعوبة في سداد قيمة سلع ضرورية مثل المواد الغذائية والأدوية بسبب القيود الصارمة على العملة الصعبة، قد تكون عجزت عن تحصيل نحو ثلث إيرادات النفط المحتملة في 2014.

ويفيد تحليل للبيانات العلنية المتاحة وتقديرات من واقع أداء قطاع النفط في فنزويلا في السنوات السابقة أن إجمالي إيرادات النفط التي حصلتها الدولة العضو في منظمة أوبك، تجاوز 50 مليار دولار بقليل في 2014.

ويظهر التحليل أن فنزويلا ربما حرمت نفسها من نحو 24 مليار دولار من إيرادات النفط العام الماضي؛ بسبب آليات التمويل السخية للدول الحليفة من خلال اتفاقات للتعاون وتوفير إمدادات من النفط الخام ومنتجات مختلفة.

ولم يتسن الوصول إلى رقم دقيق للإيرادات التي جمعتها أو فقدتها فنزويلا في ظل غياب بيانات دقيقة من شركة البترول المملوكة للدولة بتروليوس دي فنزويلا والحكومة.

وأقنعت حقيقة أن البلاد تمتلك أكبر احتياطي مؤكد من الخام المستثمرين بأن فنزويلا قادرة على خدمة ديونها رغم انتقادات كراكاس للإمبريالية الرأسمالية.

وبدأت الثقة تتبدد وسط انهيار أسعار النفط وتهاوي النظام الاقتصادي الخاضع لسيطرة الدولة، مما أدى إلى انخفاض أسعار الدين السيادي وشبه السيادي المقوم بالدولار إلى مستويات تصاحب عادة حالات التخلف عن السداد.

ويجد المحللون صعوبة متزايدة في فهم كيف سيتسنى لشركة النفط الوطنية تحصيل إيرادات كافية في ضوء نقص الاستثمارات في أنشطة الإنتاج، مما يضر بأعمال استخراج الخام.

وتضر ممارسات فنزويلا بتدفق الإيرادات على الحكومة ومن بين هذه الممارسات دعم أسعار البنزين الذي يستهلك محليا وبيعه بأقل من تكلفة الإنتاج، فضلا عن ترتيبات بيع النفط بموجب اتفاقات مقايضة مع كوبا أو بشروط ائتمانية ميسرة إلى دول الكاريبي الأخرى.

وأقرضت الصين فنزويلا أكثر من 50 مليار دولار منذ 2007 وتسدد المبلغ من خلال شحنات النفط الخام ومنتجاته، ويشير تحليل لرويترز إلى أن فنزويلا سددت أكثر من نصف مبلغ الدين ويشمل ذلك صادرات نفط في بقيمة 14.5 مليار دولار العام الماضي.

واتفقت فنزويلا والصين على تغيير شروط سداد الدين في الربع الأخير من العام الماضي، مما يشير إلى تقليص صادرات النفط الفنزويلي إلى الصين وفاء بديونها.

ولم تتضح في نهاية المطاف المبالغ التي حصلتها فنزويلا في الأشهر الأخيرة بسبب إعادة التفاوض نهاية العام الماضي بشأن الاتفاق المبرم مع الصين، فضلا عن تعديل اتفاقات المقايضة أو الائتمان الميسر مع كوبا ودول أخرى في الكاريبي.

وقالت الحكومة في 2013 إنها استردت 9.6 مليارات دولار من البنك الصيني للتنمية أودعت في خزانة الدولة، ويمثل المبلغ الفارق بين السعر الذي جرى التفاوض عليه والسعر الفعلي في السوق الذي سددته الصين، ولم تكشف شركة النفط حتى الآن عن النتائج المالية المدققة لعام 2014 التي تشمل هذا الرقم، مما يجعل من المستحيل إجراء حسابات دقيقة.

وفي ما يخص التحالف مع دول الكاريبي والاتفاقات الثنائية تشير بيانات الخام والمنتجات التي جرى توريدها في 2014 إلى انخفاض الكميات 19% بحسب الأرقام الأولية التي أرسلتها شركة النفط الفنزويلية ووزارة البترول إلى الكونجرس الفنزويلي في يناير/كانون الثاني الماضي.

وامتنعت شركة البترول الفنزويلية عن الرد على طلب رويترز التعقيب على التحليل أو على أسئلة معينة خاصة بالقروض الصينية أو تعديل النظام الخاص بإمدادات دول الكاريبي.

وتطالب فنزويلا منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) بالتحرك لدعم أسعار النفط، لكن السعودية وحلفاءها في المنظمة ينتهجون استراتيجية تهدف لحماية حصة المنظمة في السوق بدلاً من خفض الإنتاج لدعم الأسعار.

واستبعد الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، الأسبوع الماضي، أن تنتعش أسعار النفط خلال العام الجاري، ملقياً باللائمة على ما وصفه بـ "السياسة الخاطئة" لمستشاري الرئيس الأميركي باراك أوباما، والتي أفرزت طفرة في النفط الصخري.

وجاءت تصريحات الرئيس الفنزويلي بعيد ساعات من توجيه منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) انتقادات للدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في المنظمة، لرفضها التعاون على تحمّل "عبء" دعم الأسعار.

وقالت منظمة (أوبك) في تقرير لها: "يوجد حرص شديد لدى بعض المنتجين من خارج أوبك على تبنّي مواقف فردية من دون مبالاة بالعواقب".

وكانت المنظمة قد رفضت العام الماضي خفض إنتاجها من النفط بعدما رفضت بلدان منتجة من خارج المنظمة، منها روسيا، فرض قيود على الإنتاج، وهو ما أدى إلى استمرار هبوط أسعار النفط.


اقرأ أيضاً: فنزويلا تحمّل أميركا مسؤولية تراجع أسعار النفط

المساهمون