كشف تقرير حكومي حديث، اطلع عليه "العربي الجديد"، عن ارتفاع إنفاق الكويتيين على شراء السلع الاستهلاكية خلال شهر رمضان في العام الجاري إلى 4.2 مليارات دولار، بزيادة نسبتها 23.5% مقارنة مع إنفاقهم 3.4 مليارات دولار خلال شهر رمضان من العام الماضي.
ويظهر تقرير متابعة الأسواق الذي أعدته وزارة التجارة والصناعة، بالتعاون مع الشركة الكويتية للمدفوعات، أن متوسط إنفاق الأسرة الكويتية في شهر رمضان بلغ 5 آلاف دولار، فيما بلغ متوسط إنفاق الأسرة الوافدة خلال نفس الشهر نحو ألفي دولار.
ويشير التقرير إلى أن 90% من الإنفاق خلال شهر رمضان كان موجها نحو السلع الاستهلاكية، كالطحين والحبوب واللحوم والأسماك والحلوى والخضروات، فيما توجهت النسبة المتبقية نحو قطاع الملابس والأجهزة الإلكترونية.
وحسب مراقبين لـ"العربي الجديد"، تتغير خلال شهر رمضان العادات الشرائية لجميع المستهلكين في الكويت، حيث يرتفع معدل الشراء لسلع معينة، كما تسرع مختلف شركات المواد الغذائية والمجمعات الاستهلاكية والجمعيات التعاونية لتقديم أفضل العروض والتخفيضات.
وقبل بداية شهر رمضان، قررت الحكومة الكويتية تثبيت أسعار 150 سلعة، ووضع خطة لمراقبة الأسواق، بهدف ضبط أسعار السلع الرئيسية.
ويقول رئيس لجنة متابعة ومراقبة الأسعار في اتحاد الجمعيات الاستهلاكية ناصر الجبري لـ "العربي الجديد" إن النمط الاستهلاكي الشره لدى المستهلكين، يعود إلى عدم وجود ثقافة الترشيد، حيث يشتري البعض سلعا وأشياء غير ضرورية بمبالغ كبيرة.
ويشير إلى أن الشراهة في الشراء انعكست بالسلب على السوق الكويتي، حيث زادت أسعار بعض السلع بنسب تصل إلى 45% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، على الرغم من الرقابة الحكومية المشددة على الأسواق، ما شكل عبئاً كبيراً على كاهل المستهلكين.
ومن جانبه، يقول الخبير الاقتصادي أحمد الهارون لـ"العربي الجديد" إن المبالغة في شراء السلع خلال المواسم أصبحت عادة لغالبية الشعوب العربية، ولكنها تختلف من مجتمع لآخر حسب وضعه الاجتماعي، مشيرا إلى وجود دول آسيوية تنخفض فيها مستويات الشراء في شهر رمضان مقارنة بباقي أشهر العام بنسب تصل إلى 50%، ويعود ذلك إلى توعيتهم بالإنفاق المتوازن والاكتفاء بأصناف محدودة من الغذاء.