الصين تستأنف استيراد فول الصويا من الولايات المتحدة

13 ديسمبر 2018
لقاء ترامب وشي مهّد الطريق لصادرات فول الصويا (Getty)
+ الخط -

في إشارة واضحة على تمسّكها باتفاق الهدنة التجارية، أعلنت الصين، يوم الأربعاء، استئنافها شراء فول الصويا، للمرة الأولى منذ شهر على الأقل، من الولايات المتحدة الأميركية، بعد أن اتفقت شركات صينية، بعضها مملوك للحكومة الصينية، على شراء ما يقرب من مليوني طن، يتم شحنها في الربع الأول من العام المقبل.

وتسبب الإعلان عن الصفقة في سعادة كبيرة لمنتجي فول الصويا في الولايات المتحدة، الذين كبّدهم إيقاف الصين لمشترياتهم خسائر فادحة، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تعويضهم بمبلغ 3.6 مليارات دولار قبل شهور قليلة.

وتعد تلك الصفقة الأولى التي يتم الإعلان عنها، بعد أن اتفق ترامب مع نظيره الصيني تشي جين بينغ على تهدئة الأمور بينهما، ومنح الصين مهلة 90 يوماً، قبل مضاعفة التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية الواردة إلى الولايات المتحدة، بشرط التزام الصين بشراء "كميات مهولة من البضائع الأميركية الزراعية والصناعية" على حد تعبير ترامب.


ومع صرف تعويضات المزارعين، أشارت الإدارة الأميركية وقتها إلى إمكانية صرف تعويضات أخرى قبل نهاية العام. لكن يوم الثلاثاء، أعلن البيت الأبيض تأجيل صرف دفعة إضافية من التعويضات، بسبب توقعهم استئناف الصين عمليات شراء فول الصويا.

ويشار إلى أن ربحية مطاحن الفول في الصين قد انخفضت هذا الأسبوع، وبدأ بعض تلك المطاحن في تكبّد خسائر، بعد أن زادت الإمدادات في الفترة الأخيرة بصورة فاقت الطلب المحلي، تجنبا للتعريفات الإضافية المتوقعة.

وتضرر مزارعو فول الصويا الأميركيون بشدة بسبب النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن تسبب في تباطؤ الصادرات إلى البلد الذي كان أكبر سوق للمزارعين الأميركيين في عام 2017.

وبعد التصعيد بين أكبر اقتصادين في العالم، والذي وصل إلى ذروته في الصيف الماضي، فرضت بكين تعريفات جمركية على المنتجات الأميركية، رداً على الرسوم التي فرضها ترامب على السلع الصينية.

وقال مكتب المزارعين الأميركي إن صادرات فول الصويا للصين انخفضت بنسبة 97% خلال العام الحالي.

لكن ترامب قال، في مقابلة مع وكالة رويترز يوم الثلاثاء، إن "الصين ستبدأ في شراء فول الصويا على الفور".

وعمل مزارعو فول الصويا في الولايات المتحدة لعقود من أجل جعل الصين أكبر عميل أجنبي لهم. وبالفعل نجحوا في ذلك، إلا أنهم الآن يواجهون تحديًا أكثر صعوبة، وهو كيفية العيش بعيداً عن الاعتماد على الصين كمشترٍ أكبر في العالم للفول.

ومع تزايد تأثير التوترات التجارية على صادرات الفول من الولايات المتحدة، سعى مزارعو فول الصويا وبعض جماعات الضغط والمسؤولون الحكوميون إلى إيجاد موطئ قدم جديد لصادراتهم، بعيداً عن السوق الصينية.

وقال وزير الزراعة سونى بيرديو، الأسبوع الماضي "في الوقت الذي وفّرت لنا الصين حصة سوقية جيدة، علينا أن نعرف إذا ما كانت الصين تعتمد علينا، أم أننا نحن من نعتمد على الصين؟".

وأضاف أن هذا النوع من الارتباط التجاري "لا يمثل توازنًا اقتصادياً صحياً".

وقبل الهدنة التي تم الاتفاق عليها مطلع الشهر الجاري، حاول المزارعون الأميركيون العثور على وجهات أخرى، في آسيا وأوروبا، لصادراتهم، بعد أن أشارت الدلائل، قبل اجتماع الزعيمين في بوينس آيرس، إلى ضعف احتمالات الوصول إلى اتفاق.

ووصل الأمر إلى قيامهم بزراعة بذور الفول في دولٍ أخرى، مع تجربة أنواع جديدة من البذور في الاستخدام المحلي، بالإضافة إلى التخطيط لتحويل الحقول لزراعة الذرة في الربيع المقبل، بدلاً من فول الصويا.

ولم تخلُ تلك المحاولات من مخاطر، لأنها كانت تعني محاولة إيجاد سوق جديدة لأكثر مما يتم بيعه لكافة البلدان الأخرى مجتمعة، باستثناء الصين.

وتشير بيانات وزارة الزراعة الأميركية إلى أن الصين كانت تشتري من الولايات المتحدة كمية من فول الصويا تمثل أكثر من ثمانية أضعاف ما يشتريه ثاني أكبر مستورد له من الولايات المتحدة، وهي المكسيك.
المساهمون