أظهرت بيانات رسمية انكماش الاقتصاد الإيراني بنسبة 4.9% خلال العام المالي المنتهي في 21 مارس/آذار الماضي، متأثراً بتضرر العديد من القطاعات بالعقوبات الأميركية.
وأشارت البيانات التي نشرها مركز الإحصاء الإيراني، إلى تراجع ناتجها المحلي الإجمالي إلى 7130 تريليون ريال (سعر صرف الدولار 131 ألف ريال) مع احتساب الصادرات النفطية، بينما كان الرقم في العام الذي سبقه 7496 تريليون ريال.
وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران، بعدما انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الثامن من مايو/أيار 2018، من الاتفاق النووي المبرم في 2015. وطاولت العقوبات الكثير من القطاعات الإيرانية، لكنها استهدفت بشكل أساسي صادرات النفط، حيث قالت واشنطن إنها تستهدف تصفير هذه الصادرات.
وبحسب بيانات مركز الإحصاء الإيراني، التي نشرت، مساء أمس الأحد، فإن انكماش الاقتصاد يبلغ 2.4%، في حال لم تحتسب صادرات إيران النفطية ضمن ناتجها المحلي الإجمالي. وسجل قطاع الصناعة أكبر انكماش مقارنة بالقطاعات الأخرى بنسبة 9.6%.
وتسببت العقوبات الأميركية التي تصفها طهران بـ"الإرهاب الاقتصادي" في تراجع سعر الريال إلى مستويات قياسية بنحو 150%، ما أدى إلى صعود أسعار مختلف السلع والخدمات بشكل كبير.
إلا أن إيران تقول إنها تجاوزت المرحلة الأصعب من الحرب الاقتصادية الأميركية خلال العام الماضي، إذ أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، قبل أيام أن العقوبات الأميركية التي وصفها بأنها غير مسبوقة في التاريخ، بدأت تفقد فاعليتها وأن ظروف البلاد الاقتصادية أصبحت تتحسن.
وتسببت هذه العقوبات في تراجع حاد في التجارة الخارجية لإيران، حيث أعلن رئيس منظمة تنمية التجارة الإيرانية، محمد رضا مودودي، خلال اجتماع للمجلس الاستراتيجي لتنمية الصادرات مؤخرا، أن بيانات التجارة الخارجية خلال شهر "فروردين" الإيراني (21 مارس/ آذار إلى 20 إبريل/ نيسان) تظهر تراجعاً بنسبة 13.5%، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
وقال مودودي إن الصادرات غير النفطية مع احتساب المكثفات الغازية بلغت 2.54 مليار دولار، وفقاً لبيانات الجمارك الإيرانية، لتسجل تراجعاً بنسبة 18.3%، لافتاً إلى أن الواردات تراجعت أيضا إلى 2.3 مليار دولار أي بنسبة 7.7%.
وكانت بيانات نشرها مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي "يوروستات"، قد أشارت إلى أن حجم التبادل التجاري مع إيران قد تراجع إلى الخمس في الشهرين الأولين من عام 2019، إذ وصل إلى 756 مليون يورو، بعدما كان 3.72 مليارات يورو في الفترة ذاتها من عام 2018.
وفي الثاني من الشهر الجاري، أعلن مركز الإحصاء التركي، أن حجم التبادل التجاري بين طهران وأنقرة تراجع خلال الشهور الأربعة الأولى لعام 2019 بنسبة 21% لينخفض إلى 2.8 مليار دولار، مقارنة مع 3.6 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من 2018.
وأشارت البيانات إلى تراجع الصادرات التركية إلى إيران بنسبة 16% لتصل إلى 793 مليون دولار، مقابل 944 مليون دولار في نفس الفترة من العام الماضي، كما هبطت الواردات التركية من إيران بنحو 22.8% مسجلة 2.07 مليار دولار، مقابل 2.68 مليار دولار في الفترة المناظرة من 2018.