أكبر محطة تكرير آسيوية تخفض مشترياتها من النفط السعودي بنسبة 40%

03 مايو 2018
رفعت "أرامكو السعودية" سعر شحنات خامها العربي (Getty)
+ الخط -
قال مسؤول في شركة "يونيبك" الذراع التجارية لـ"سينوبك" الصينية إن "سينوبك أكبر شركة تكرير في آسيا تعتزم خفض مشترياتها من النفط الخام السعودي في شهر يونيو/حزيران بنسبة 40 % للشهر الثاني، بعد ارتفاع سعر الخام العربي الخفيف السعودي لأعلى مستوى في نحو أربع سنوات".

وذكر المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه بسبب سياسة الشركة، اليوم الخميس أن النفط السعودي يظل مبالغاً في قيمته مقارنة مع الخامات الأخرى في الشرق الأوسط.

وامتنع مسؤول يونيبك عن توضيح كيفية تنفيذ الخفض البالغ 40%، ولم يتسن بعد الحصول على تعليق من شركة "أرامكو السعودية".

وكان مسؤولون آخرون لدى "يونيبك" قالوا في أواخر أبريل/ نيسان إن خفض الإمدادات السعودية قد يستمر للشهر الثالث في يوليو/ تموز، في وقت يتوقعون أن تظل الأسعار السعودية مرتفعة.

ولم يتضح ما إذا كان بإمكان "يونيبك" خفض كميات الخام بنسبة 40% من دون دفع غرامة.

وعادة ما تبرم عقود الخام مع "أرامكو السعودية" المملوكة للحكومة على أساس أن تتسلم الشركات مشترية الكمية المتفق عليها أو تدفع غرامة للمورد، مع السماح بتعديلات في نطاق 10% بالزيادة أو النقصان.

ويتزامن خفض الشحنات المحملة في مايو/ أيار الجاري مع أعمال صيانة مقررة للمصافي تجريها "سينوبك"، لكن المسؤول في "يونيبك" قال، إن جميع المصافي ستستأنف العمل في يوليو/ تموز.

وقالت "إس.آي.إيه إنرجي" للاستشارات، ومقرها بكين، إن واردات سينوبك من السعودية انخفضت إلى 730 ألف برميل يومياً في الربع الأول من 845 ألف برميل يومياً في الفترة نفسها قبل عام، في حين زاد الطلب على النفط السعودي من شركات التكرير الحكومية الصينية الأخرى 73% أو ما يعادل 120 ألف برميل يومياً على أساس سنوي.

ومن بين الشركات التي زادت وارداتها من النفط الخام السعودي "بتروتشاينا" و"كنوك" و"تشاينا نورث اندستريز غروب"، وكلها أدخلت طاقات تكرير جديدة حيز التشغيل في النصف الثاني من 2017.

وقال سينغ يك تيه من "إس.آي.إيه إنرجي" إن "لكونها أكبر شركة تكرير في الصين وفي ضوء اعتماد ربحيتها بقوة على قطاع التكرير، فإن سينوبك شديدة التأثر بأسعار اللقيم".

وقالت شركة الاستشارات إن سينوبك خفضت أيضاً واردات النفط الخام من أنغولا وروسيا في الربع الأول، وربما يرجع السبب في ذلك إلى أن أسعار نفطهما مبالغ فيها أيضاً.

ويقول سينغ إنه على النقيض، زادت سينوبك وارداتها من النفط الخام من الولايات المتحدة والبرازيل وإيران وكولومبيا والعراق.

ورفعت "أرامكو السعودية"، أمس الأربعاء، سعر شحنات خامها العربي الخفيف في يونيو/ حزيران لآسيا إلى علاوة قدرها 1.90 دولار للبرميل فوق متوسط خامي دبي وسلطنة عمان وهو أعلى مستوى منذ أغسطس/ آب 2014.

وتحدد الأسعار السعودية اتجاه أسعار نفط إيران والكويت والعراق ما يؤثر على أكثر من 12 مليون برميل من النفط المتجه إلى آسيا يومياً.

إلى ذلك، انخفضت أسعار النفط يوم الخميس متأثرة بزيادة مخزونات الخام في الولايات المتحدة وارتفاع الإنتاج الأميركي إلى مستوى قياسي، ما يقوض جهود "منظمة البلدان المصدرة للبترول" (أوبك) لخفض الإمدادات، وإن كان احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة على إيران يبقي الأسواق في حالة من القلق.

وبلغت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج "برنت" 73.31 دولاراً للبرميل بانخفاض خمسة سنتات بالمقارنة مع الإغلاق السابق. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار سنت واحد إلى 67.92 دولاراً للبرميل.

في سياق متصل، قال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن مستوى التزام روسيا بالاتفاق العالمي لخفض إنتاج النفط بلغ 95.2 % في أبريل/ نيسان، وأضاف أن "روسيا ملتزمة بالكامل بتحقيق التوازن في سوق النفط وكبح العوامل التي تؤدي لتقلب الإنتاج". ولم يذكر المزيد من التفاصيل.

وأظهرت بيانات يوم الأربعاء أن إنتاج النفط الروسي بلغ 10.97 ملايين برميل يومياً في أبريل/ نيسان، دون تغيير يذكر عن مارس/ آذار الذي سجل فيه الإنتاج أعلى مستوى في 11 شهراً، وبما يزيد عن المستوى المستهدف بموجب اتفاق مع منتجين آخرين للنفط بشأن تقييد الإنتاج.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون