منعت النيابة العامة التمييزية في لبنان سفر قطب السيارات اللبناني الأصل كارلوس غصن الفار من القضاء الياباني، وطلبت من طوكيو الملف الذي تتهمه بموجبه بمخالفات مالية في شركة "نيسان"، وذلك بعد التحقيق معه في قصر عدل بيروت.
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام"، بإحالة ملف غصن بعد التحقيق معه إلى النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات لاتخاذ القرار، مشيرة إلى أنّ عويدات قرر لاحقاً ترك غصن بسند إقامة، ومنعه من السفر في ملف "النشرة الحمراء" الصادرة بحقه عن الشرطة الدولية "الإنتربول".
كما استجوب عويدات غصن حول الإخبار المقدم ضده من قبل عدد من المحامين في شأن دخوله فلسطين المحتلة ولقائه مسؤولين في الاحتلال الإسرائيلي، وفي نهاية الاستجواب قرر عويدات تركه بسند إقامة.
وكان رئيس قسم المباحث الجنائية المركزية العميد موريس أبو زيدان، قد استمع إلى إفادة غصن بإشراف القاضي عويدات، حول ما ورد في "النشرة الحمراء" الصادرة في حقه عن القضاء الياباني، وبعد اطلاعه على مضمون الإفادة، قرر القاضي عويدات تركه بسند إقامة ومنعه من السفر، وطلب من السلطات اليابانية إيداعه ملف الاسترداد لدراسته واتخاذ الإجراءات اللازمة.
وفرّ غصن (65 عاماً) من اليابان إلى لبنان الذي أمضى طفولته فيه، الشهر الماضي، بينما كان ينتظر محاكمته في اتهامات بإخفاء دخله وخيانة الثقة واختلاس أموال الشركة وهي تهم ينفيها غصن.
وقال محامي غصن، كارلوس أبو جودة، إنّ موكله مرتاح للغاية للمسار القانوني في لبنان، بعد أن تم استجوابه بشأن مذكرة "الإنتربول" الصادرة بطلب من اليابان لاعتقاله بتهم ارتكاب جرائم مالية.
وكانت وزارة العدل اليابانية شنّت هجوماً عنيفاً على غصن، أمس واليوم، متهمة إياه بمحاولة تلميع صورته على حساب تسويد صورة القضاء الياباني. وجاء ذلك بعدما قال غصن، أمس الأربعاء، في أول حديث علني له منذ فراره إلى لبنان، إنّ ممثلي الادعاء في طوكيو عاملوه "بقسوة بالغة"، وكانوا يستجوبونه لمدة تصل إلى 8 ساعات في اليوم من دون حضور محام، وحاولوا انتزاع اعتراف منه.