قلق في قطاع النقل العالمي والبحري في المقدمة

28 فبراير 2014
+ الخط -

الانتعاش الهش في قطاع النقل العالمي مهدد، وخصوصاً في النقل البحري. أما أصحاب السفن التجارية والمستثمرون فيراهنون على تحسّن الأوضاع.

هذا ما خلص إليه المسح العالمي الذي نشر، اليوم الخميس، واعدته شركة القانون الدولي "نورتون روز فولبرايت".

فى المسح استطلعت دراسة شركة "نورتون روز فولبرايت" المتخصصة في مؤشرات أسواق النقل، آراء أكثر من 850 مشاركاً من مجموعة من الشركات العاملة في مجال النقل، بما في ذلك الممولون وملاك السفن والمشغلون والمصنعون والهيئات الحكومية وشركات الخدمات المهنية.

وتظهر الدراسة أنه في الأشهر الأخيرة، تحسنت التوقعات القطاعية للنقل، وكذلك الحال بالنسبة للتجارة العالمية، في حين يتطلع كبار المستثمرين في قطاع النقل البحري إلى موجة جديدة من الطلبيات المنقولة عبر السفن.

وكان قطاع النقل البحري الأقل تفاؤلا في المسح، مع 69 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، الذين أجابوا بإيجابية حول ظروف السوق بالمقارنة مع 81 في المائة في السكك الحديدية و 75 في المائة في مجال الطيران..

ووجدت الدراسة، أن القلق يسيطر على جميع قطاعات النقل لعدم وجود الأشخاص المؤهلين تأهيلا مناسباً لهذه الأعمال. واعتبر المستطلعون من الشرق الأوسط، أن العمل على بناء مهارات يعتبر التحدي الأكبر في شركات النقل.

ولفتت الدراسة الى أن 40 في المائة من الذين شملهم الاستطلاع يعتبرون، أن الحمولة الزائدة تعتبر أكبر تهديد للانتعاش في هذه الصناعة. فقد كانت هناك فترة عدم يقين كبيرة وانكماش واضح في الأعمال عموما في عام 2009.

وفي عام 2010 حصل انتعاش طفيف أحدث بعض التفاؤل، وكانت الآمال معقودة على تحسينات سريعة في قطاع النقل البحري، يترافق مع تحسن الأعمال التجارية. وبالتالي كان 2010 عام الأساس للمقارنة في حجم الأعمال في قطاع النقل البحري وفقاً للمسح.

ومن هذا المنطلق، توجه المسح إلى المستطلعين بأسئلة مقارنة واقعهم الحالي مع عام 2010، وهو أول عام يشهد بعض التحسينات إثر الأزمة المالية العالمية.

وركز المسح على تسليط الضوء على التغييرات في اعمال هؤلاء من استراتيجية الاعمال وصولاً إلى القوى العاملة والأصول والتمويل.

ويظهر استطلاع الرأي أنه في حين يجري إحراز تقدم وانتعاش في قطاع النقل التجاري بشكل عام، لكن لم يصل الانتعاش الى حالة اكتمال، وليس من المتوقع أن يصل الى هذه المرحلة خلال السنوات المقبلة.

عموما، أجاب 60 ٪ من الأشخاص المستطلعين بأنهم سعوا الى تغيير أسواقهم أو الخدمات منذ عام 2010. فقد قال 66% من العاملين في قطاع النقل الجوي إنهم قاموا بتغييرات في استراتيجية أعمالهم في مقابل 58 في المائة في قطاعي النقل البري والبحري.

وكان من الملاحظ أن المستطلعين في الشرق الأوسط انقسموا في اجاباتهم. حيث أجاب 53 في المائة بنعم، و47 في المئة بلا.

ففي السؤال المتعلق بالتركيز على دخول قطاعات جديدة في النقل، في الأسواق المحلية أجابت غالبية المستطلعين من الشرق الأوسط بنعم (%79)، تليها دخول أسواق جغرافية جديدة (%53).

وسجلت منطقة الشرق الأوسط أقل نسبة من المستطلعين الذين يعبرون عن انخفاض حجم أعمالهم (%7) في مقارنة بالمستطلعين في الدول الأخرى.

وفي المقابل أعلن 10 في المائة من المستطلعين في الشرق الأوسط، أن تكاليفهم التشغيلية الثابتة قد انخفضت.

ويقول الرئيس العالمي للنقل في "نورتون روز فولبرايت" هاري ثيوتشاري، إن قطاع النقل البحري يعتبر الأكثر ضعفاً بين قطاعات النقل، إذ أن الخلل بين العرض والطلب سيحيد الانتعاش القليل الحاصل حالياً عن مسار النمو. ويشرح أحد المواقع الإلكترونية المتخصصة في النقل البحري، أنه طلب 233 ناقلة منتجات نفطية في عام 2013 وهو اعلى معدل منذ عام 2009، وفي العام الحالي حتى فبراير/شباط يوجد 35 ناقلة عاملة.

في قطاع المواد الصلبة، كان هناك 176 طلباً عبر النقل البحري في عام 2013 ، و56 طلباً في شهري كانون الثاني وشباط 2014.

كما تم تسليط الضوء على مخاطر نقص المهارات في قطاع النقل. إذ أن "ضمان قوة عاملة ماهرة سيكون شرطاً أساسياً في النمو المستقبلي لقطاع النقل"، يقول ثيوتشاري.

المساهمون