عقوبات إيران تضغط على النفط... ومصارف الصين توقف تعاملاتها مع طهران

01 نوفمبر 2018
اجتماع الحكومة الإيرانية برئاسة روحاني أمس (Getty)
+ الخط -

تضغط على أسواق الطاقة، الأجواءُ المتشنجة المحيطة بإعادة فرض واشنطن عقوباتها على صادرات النفط الإيرانية اعتباراً من الأحد المقبل، على الرغم من تعويض بعض الإمدادات من مصادر أخرى، فيما أوقفت المصارف الصينية التعامل مع الشركات الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية المرتقبة.

ومع اقتراب موعد العقوبات، صرّح المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جيري رايس، اليوم الخميس، بأن إيران يجب عليها أن تنفذ سياسات لحماية استقرار اقتصادها الكلي في مواجهة إعادة فرض عقوبات ستخفض النمو الاقتصادي بتقليص صادرات النفط.

وأبلغ رايس الصحافيين بأن الصندوق يحث إيران أيضاً على تعزيز أطر العمل لمكافحة عمليات غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بحيث تتقيد بالمعايير الدولية بحلول فبراير/شباط 2019.

سعر البرميل يواصل هبوطه

فقد تراجعت أسعار النفط اليوم الخميس، لتواصل الخسائر التي بدأتها في الجلسة السابقة، تحت ضغط مؤشرات على زيادة الإمدادات ومخاوف متنامية من احتمال ضعف الطلب في ضوء توقعات تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وبحلول الساعة 5:27 بتوقيت غرينتش، انخفض سعر البرميل في العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت تسليم يناير/كانون الثاني، 37 سنتا أو 0.49% إلى 74.67 دولارا. كما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتا إلى 65.02 دولارا.

وسجل الخامان أسوأ أداء شهري لهما منذ يوليو/تموز 2016 أمس الأربعاء، حيث تراجع خام برنت 8.8%، بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط 10.9%.

وجاء انخفاض الأسعار، اليوم الخميس، بعدما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية زيادة مخزونات الخام الأسبوع الماضي، للأسبوع السادس على التوالي.

في غضون ذلك، كشف مسح أجرته رويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) رفعت إنتاج النفط، في أكتوبر/تشرين الأول، إلى أعلى مستوى منذ عام 2016، حيث طغت زيادات الإنتاج بقيادة الإمارات وليبيا على تراجع الشحنات الإيرانية بسبب العقوبات الأميركية التي يبدأ تطبيقها الأحد القادم.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، أمس الأربعاء، في مذكرة رئاسية، أنه خلص إلى وجود إمدادات كافية من البترول والمنتجات البترولية من دول أخرى غير إيران، بما يسمح للولايات المتحدة بخفض مشترياتها من طهران.

وتأتي المذكرة الموجهة إلى وزارات الخارجية والخزانة والطاقة قبل أيام من تجديد العقوبات على قطاع النفط الإيراني.

ومن بغداد، أعلنت وزارة النفط العراقية، في بيان، اليوم الخميس، أن صادرات البلاد من الخام عبر الموانئ الجنوبية المطلة على الخليج بلغت 3.469 ملايين برميل يوميا في المتوسط، في أكتوبر/تشرين الأول، بما يقل عن متوسط سبتمبر/أيلول، علماً أن العراق كان صدّر 3.560 ملايين برميل يوميا من النفط الخام في سبتمبر.

البنوك الصينية توقف تعاملها مع طهران
 
في سياق متصل، أعلن رئيس غرفة التجارة الإيرانية-الصينية المشتركة، أسد الله عسكر أولادي، أن المصارف الصينية أوقفت التعامل مع الشركات الإيرانية بسبب العقوبات، وذلك في تصريح لوكالة "تسنيم" الإيرانية حول تأثير العقوبات على العلاقات الاقتصادية بين طهران وبكين.

وقال عسكر أولادي إن جميع المصارف الصينية لم تعد تعمل مع رجال الأعمال الإيرانيين بسبب العقوبات، مضيفاً: "تم وقف المعاملات المصرفية للمصدرين الإيرانيين مع الصين".

ولفت إلى أن صادرات إيران إلى الصين وصلت إلى حد التوقف بالكامل، بسبب وقف المصارف الصينية علاقاتها مع الشركات الإيرانية. وأكّد عدم التوصل إلى نتيجة بعدُ بشأن المباحثات التي يجريها البنك المركزي الإيراني لمواصلة التعاون مع المصارف الصينية.

وفي 8 مايو/أيار 2018، أعلن ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الذي يقيّد البرنامج النووي الإيراني، وقرر إعادة العقوبات الاقتصادية على إيران. واعتبارا من 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، ستبدأ العقوبات الأميركية على التعاملات النفطية مع طهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق.

روحاني: لا نخشى العقوبات

إلى ذلك، نقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن الرئيس حسن روحاني، قوله، أمس الأربعاء، إن إيران لا تخشى العقوبات الأميركية الجديدة التي ستفرض خلال أيام.

ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون عن روحاني قوله "(الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني) من هذا العام سيمثل ظلما جديدا من الأميركيين. لكن على الشعب أن يكون متأكدا أن الحكومة لا تشعر بأي خوف من التهديدات الأميركية".

المساهمون