اجتماع المركزي الأميركي والاستفتاء البريطاني يخيمان على الأسواق

15 يونيو 2016
تسير أسعار المعدن الأصفر عكسياً مع أسعار الفائدة الأميركية(Getty)
+ الخط -

يسيطر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (المركزي الأميركي) المرتقب انعقاده في وقت لاحق اليوم الأربعاء، والاستفتاء البريطاني الأسبوع المقبل على الخروج من منظومة الاتحاد الأوروبي أو البقاء فيه، على أسواق النفط والذهب.

ويرى متعاملون أن المركزي الأميركي أخذ وقتاً كافياً استمر 6 أشهر، تمهيداً لرفع جديد في الفائدة، إلا أن الأسواق العالمية ما تزال تعاني من تباطؤ في نمو وتراجع نسب التضخم وارتفاع البطالة في دول أخرى.

ورفع الفيدرالي الأميركي، منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الفائدة لأول مرة منذ عشرة أعوام بـ ربع نقطة مئوية، من (0% و0.25٪) إلى (0.25٪ و0.50٪)، في قرار وصف حينها بالتاريخي.

وظلت أسعار الذهب فوق 1280 دولاراً للأونصة (الأوقية)، اليوم الأربعاء، صعوداً من أدنى مستوى سجل الشهر الجاري البالغ 1209 دولارات، وهبوطاً من أعلى مستوى في ذات الشهر البالغ 1288 دولاراً.

وتسير أسعار المعدن الأصفر عكسياً مع أسعار الفائدة الأميركية التي تزيد من قوة الدولار، ويتجه المتعاملون إلى سحب الاستثمارات من صناديق الذهب التي لا تحقق فوائد مالية إلى صنادق الاستثمار بالدولار الأميركي.


وقال الخبير الاقتصادي وضاح آلطه، إن متعاملي الذهب يتوقعون إبقاء المركزي الأميركي على أسعار الفائدة دون تغيير، لذلك حافظت الأسعار على استقرارها منذ يوم أمس.

وخلال العام الماضي 2015، أدت ترجيحات رفع أسعار الفائدة الأميركية إلى تراجع في أسعار الذهب بنسبة 10٪، نتيجة انتقال المتعاملين من صناديق الاستثمار بالمعدن الأصفر، إلى صناديق الاستثمار بالدولار الأميركي.

ويعتبر الذهب ملاذاً آمناً في حالة المخاطر الجيوسياسية أو الاقتصادية والمالية حول العالم، إلا أن أسعاره ما تزال متدنية مقارنة مع أسعار سابقة شهدها حتى عام 2010، عند 1800 دولار للأوقية.

وأضاف آلطه أن الترجيحات والأرقام الاقتصادية الأميركية تشير إلى أن رفع الفائدة سيؤجل إلى وقت لاحق من العام الجاري، "فأرقام الوظائف الأميركية لشهر مايو/ أيار جاءت ضعيفة وهذا مؤشر على تباطؤ نمو الاقتصاد الأميركي".

وبلغ عدد الوظائف الأميركية غير الزراعية المستحدثة خلال مايو/ أيار الماضي 38 ألف وظيفة، مقارنة مع 160 ألف وظيفة في إبريل/ نيسان و230 ألف وظيفة في مارس/ آذار.

ولليوم الثاني، تراجعت أسعار النفط الخام لأقل من 50 دولاراً للبرميل، مع ارتفاع الدولار الذي يزيد من تكلفة الشراء، وقرب الاستفتاء البريطاني الذي سيتم الأسبوع المقبل.

وبحلول الساعة (10:39 ت.غ) تراجعت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت إلى 49.22 دولاراً للبرميل، هبوطاً من أسعار تعاملات الأمس البالغة 49.83 دولاراً.

ويرى آلطه أن خروج بريطانيا من منظومة الاتحاد "يؤثر على الاقتصاد العالمي وليس فقط اقتصاد المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالتالي نشأت تخوفات أثرت على الاستثمار والإنتاج وقل الطلب على النفط".

وتابع أن "العديد من مستثمري الأسواق العالمية أجّلوا أية مشاريع قريبة إلى ما بعد اجتماع المركزي الأميركي ونتائج الاستفتاء، لذلك لاحظنا هبوطاً في أسعار النفط من 52.79 دولاراً الأسبوع الماضي، لأقل من 49.5 دولاراً في الوقت الحالي".

ويتوقع الخبير الاقتصادي إعلان المركزي الأميركي الإبقاء على سعر الفائدة، انتظاراً لما ستؤول إليه نتائج الاستفتاء، وبالتالي سيحصلون على مزيد من الوقت لظهور تحسن في أرقام نمو الوظائف الأميركية.



المساهمون