يأتي هذا التراجع الذي بدأ بوتيرة أقل مع بداية عام 2019، وزادت خلال الأيام الاخيرة، بعد أن شهد الريال الإيراني تحسنا ملحوظا منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2018، رغم العقوبات الأميركية على طهران.
وذكرت وكالة "إيسنا" الإيرانية، نقلا عن الخبير الاقتصادي الإيراني "فرشيد سيم بر"، أن أسباب ارتفاع الطلب على الدولار تتمثل في اقتراب عطل رأس السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ في 21 مارس/ آذار المقبل، وكذلك طول أمد إقرار التشريعات لالتحاق إيران بمجموعة العمل المالي الدولية "فاتف" المسؤولة عن مكافحة الجريمة المالية ومنها غسل الأموال وتمويل الارهاب.
وأضاف سيم بر أن سعر صرف الدولار يتبع قاعدة العرض والطلب، موضحاً أن "توفر الدولار في السوق يتوقف على الصادرات، كما أن الطلب عليه يرتبط بحجم الواردات وكذلك السفريات الخارجية".
وحسب الخبير الاقتصادي الإيراني فإن "تراجع صادرات إيران النفطية والبتروكيميائية بسبب العقوبات الأميركية، أدى إلى شحّ عرض الدولار في السوق، وفي المقابل ارتفع الطلب على توريد السلع الخارجية في ظل الركود الذي يضرب قطاع الإنتاج الداخلي".
ونقلت وكالة "فارس" الإيرانية، عن محافظ البنك المركزي الإيراني، عبد الناصر همتي، قوله، الخميس الماضي، إن أحد أسباب تراجع الريال الإيراني من جديد، يعود إلى قرار الحكومة الإيرانية بالسماح لسكان الحدود بتوريد العشرات من أنواع السلع، موضحا أن "هذه القرارات ترفع الطلب على العملات الأجنبية، وتؤدي إلى ارتفاع استيراد السلع غير الضرورية، في وقت تواجه البلاد عقوبات ونقصا في العملات الصعبة".
وطالب همتي مجلس الوزراء الإيراني بالعدول عن هذا القرار، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن النقاشات الداخلية حول انضمام إيران إلى مجموعة العمل المالي الدولية "FATF" ومؤتمرها الأخير في باريس، شكلت "عاملا نفسيا مهما أثر على سوق العملات الصعبة".
وتأثرت أسواق الذهب في إيران بالتفاعلات الجديدة في سوق العملات الصعبة، إذ شهدت ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وتجاوز سعر القطعة الذهبية الواحدة خمسة ملايين تومان (50 مليون ريال).
واعتقلت الشرطة الإيرانية في العاصمة طهران، الثلاثاء الماضي، 20 مضاربا في سوق العملات الصعبة.
وقال قائد شرطة طهران، حسين رحيمي، في تصريحات نقلتها وكالة "تسنيم" للأنباء، إن "190 سمسارا في العملات الصعبة يقبعون حاليا في السجون"، مؤكدا أنه "تم إغلاق جميع محلات الصرافة غير المرخصة، فضلا عن إغلاق سوق الوسطاء في ميدان فردوسي ومناطق أخرى بالعاصمة"
وحذر رحيمي من أن الشرطة "سوف تتعامل بقوة مع من يعلن عن أسعار وهمية للعملات في شبكات التواصل الاجتماعي".
وفي سياق متصل، اتهم مستشار الشؤون الإعلامية للرئيس الإيراني، حسام الدين آشنا، دولا جارة لإيران، لم يسمّها، بـ"لعب دور تخريبي" في الاقتصاد الإيراني، قائلا: "لا تقوموا بالتخريب في الاقتصاد الإيراني، فالرد الإيراني ليس اقتصاديا بالضرورة".
وقال آشنا إن "تهديد الأمن الاقتصادي الإيراني يضعف أمن الجميع"، مشددا في الوقت ذاته على أن "التعاون الأمني والاقتصادي بين الدول الجارة يساهم في تعزيز الأمن الجماعي."
وبدوره، وجه قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، اليوم الأحد، اتهاما مماثلا لدول خليجية، بالقول "إن آثار تدخلات السعودية والإمارات في الاقتصاد الإيراني واضحة".