أصدر الرئيس السوداني عمر البشير أمر طوارئ يحظر "تخزين العملة الوطنية والمضاربة فيها"، حسبما ورد في بيان أصدرته رئاسة الجمهورية عصر اليوم الخميس، فيما قلل مراقبون من جدوى القرار، معتبرين أن إجراءات الطوارئ هدفها قمع الاحتجاجات.
وأضاف البيان أن الأفراد لن يُسمح لهم بالاحتفاظ بأكثر من مليون جنيه سوداني (21 ألف دولار) خارج النظام المصرفي.
كما يحظر الأمر على الشخصيات الاعتبارية "تخزين أو حيازة عملة وطنية لا تتناسب مع حجم نشاطها" وبحد أقصى 5 ملايين جنيه، وفقاً لما أوردت وكالة "رويترز". (الدولار= 47.45 جنيهاً)
ومنذ نهاية دسيمبر/ كانون الأول الماضي، تشهد البلاد تدنياً كبيراً في سعر الجنيه السوداني، مقابل العملات الأجنبية، حيث وصل سعر الدولار إلى نحو 69 جنيهاً في السوق الموازي.
كذلك، حظر القرار حيازة أو تخزين عملة وطنية مملوكة للغير بمقابل أو بغرض التحايل على القيمة المحظور تخزينها أو حيازتها، وحظر أمر تزييف العملات الوطنية والأجنبية أو حيازة أو نقل أو تخزين أي عملات مزيفة أو أي أدوات خاصة بتزييف هذه العملات، أو التحريض بأي وسيلة من الوسائل على تزييف العملة أو عدم إيداعها لدى المصارف.
وحدد عقوبة على كل من يخالف أحكام هذا الأمر عن طريق ارتكاب الفعل أو التحريض عليه أو المعاونة أو النقل، بجانب أي عقوبة منصوص عليها في أي قانون آخر، بالسجن مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تزيد عن 10 سنوات مع الغرامة، ومصادرة الأموال وأماكن التخزين وأي وسيلة أُستخدمت في ارتكاب الجريمة.
التقليل من جدوى القرار
ويقلل العميد المتقاعد صلاح الدين محمد أحمد كرار، الذي شغل حقائب وزارية سابقاً، من الجدوى الاقتصادية والمصرفية للقرار الجديد موضحاً لـ"العربي الجديد"، أن الحكومة تريد معالجة فشلها في حل أزمة شح السيولة النقدية وعدم قدرة العملاء على سحب إيداعاتهم المالية.
وأشار إلى أن المواطن السوداني فقد الثقة في الجهاز المصرفي، لذا لم يغامر في الفترات السابقة بإيداع أمواله في البنوك، بالتالي فضل أن يحتفظ بها في منزله أو ابتداع وسائل تخرين أخرى.
كرار، الذي عمل من قبل في أكثر من حقيبة وزارية في حكومة البشير، قال إن تلك الخطوات لن تعيد الثقة المفقودة في الجهاز المصرفي "لأن إعادة الثقة تحتاج لوسائل أخرى ليس من بينها إجبار الناس على إيداع مدخراتهم لدى البنوك".
وطالب بالإجابة أولاً عن السؤال الجوهري، وهو: "لماذا يحتفظ العملاء بأموالهم أصلا خارج الجهاز المصرفي"؟ مؤكداً أن الإجراءات الجديدة ستزيد الأمور تعقيداً ولن يكون لها دور في حل الأزمة.
وأشار كرار إلى أنه ومن خلال الممارسة الكلية لأوامر الطوارئ، ثبت أن المقصود بها هو قمع التظاهرات الشعبية التي دخلت شهرها الرابع، وأنها لا تستهدف عملياً القضاء على الفساد الذي تحدثت عنه الدولة بنفسها.
ويأتي هذا القرار غداة إصدار رئيس الوزراء، محمد طاهر أيلا، قراراً، أمس الأربعاء، بحل المؤسسة السودانية للنفط، على أن تؤول جميع ممتلكاتها ووثائقها والعاملين بها، إلى وزارة النفط والغاز.