وسط هلع المضاربين في أسواق آسيا الأكثر استهلاكاً للبترول السعودي، ارتفعت أسعار النفط إلى نحو 72 دولاراً لخام القياس برنت، الذي يعد خام القياس للنفوط العربية، كما بلغ خام غرب تكساس الأميركي فوق 63 دولاراً للبرميل.
وقفزت أسعار النفط إلى أعلى معدلاتها منذ أربعة أشهر بعد أن أدى هجوم على منشأتين نفطيتين سعوديتين يوم السبت، إلى خفض إمدادات النفط في العالم بحوالى 5.7 ملايين برميل من إجمالي إنتاج المملكة البالغ 9.8 ملايين برميل يومياً.
لكن محللين يرون أن ارتفاع الأسعار ربما لا يستمر طويلاً، وسط التطمينات الأميركية بتغطية أي نقص في الإمدادات يطرأ من تعطل إنتاج النفط السعودي. ولكن هذا يعتمد على البيانات التي تصدر من أرامكو حول المدة التي سيأخذها إصلاح الأعطال.
وقالت وزارة النفط الهندية اليوم الإثنين، إن أرامكو السعودية، أبلغت شركات التكرير الهندية أنه لن يكون هناك نقص في الإمدادات. وأضافت الوزارة أنها تراقب الوضع عن كثب وأنها تجري محادثات مع شركات تكرير هندية وأرامكو السعودية.
وفي بداية التعاملات الآسيوية، وحسب رويترز، قفز سعر خام برنت بنسبة 19 في المائة إلى 71.95 دولارا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 15 في المائة إلى 63.34 دولارا.
وانخفضت أسعار النفط بنسبة ضئيلة، بعد أن وافق الرئيس الأميركي دونالد ترامب على استخدام الاحتياطي الأميركي. وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع قبل أن تعود المنشأتان السعوديتان للعمل بصورة كاملة.
وخفضت أرامكو، عملاق صناعة النفط المملوكة للدولة في السعودية، إنتاجها للنفط بنسبة 5.7 ملايين برميل يومياً، في الوقت الذي تتأهب الشركة لما يُتوقع أن يكون أكبر إدراج لشركة في أسواق الأسهم.
وشهدت الضربات التي استهدفت قلب صناعة النفط السعودية توجيه ضربة لأكبر منشأة لمعالجة النفط في العالم. وأنحت الولايات المتحدة باللائمة على إيران.
وقال أبيشيك كومار، رئيس المحللين في شركة إنترفاكس إنرجي في لندن، إن "السلطات السعودية تزعم أن الحرائق تحت السيطرة، ولكن هذا لا يعني أنها أخمدتها. الخسائر التي تعرضت لها المنشآت في بقيق وخريص يبدو أنها كبيرة، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع حتى تعود الإمدادات إلى طبيعتها".
ومن المتوقع أن تستخدم السعودية احتياطياتها، حتى تستمر الصادرات بمعدلاتها الطبيعية هذا الأسبوع. ولكن مايكل تران، مدير استراتيجيات النفط في مؤسسة "آر بي سي كابيتال ماركيتس" في نيويورك، قال إنه "حتى في حالة عودة الإنتاج إلى معدلاته الطبيعية بسرعة، فإن التهديد بالقضاء على نحو ستة في المائة من الإنتاج لم يعد أمراً نظرياً أو أكذوبة".
واتهمت الرياض إيران بأنها مسؤولة عن هجمات سابقة على محطات لضخ الوقود، وهي اتهامات تنفيها طهران. ولكن السعودية لم تتهم أي طرف حتى الآن في هجومي السبت.
توقعات غولدمان ساكس
قال مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري الأميركي، إن توقفاً في الإنتاج لمدة تتجاوز ستة أسابيع بسبب الهجوم بطائرات مسيرة على منشأتي نفط سعوديتين مطلع الأسبوع الحالي قد يجعل سعر خام برنت يتجاوز 75 دولارا للبرميل، رغم أن مدى تأثير الهجوم لم يتحدد بعد.
وأضاف البنك في مذكرة صدرت الأحد، أن تعطل الإنتاج لهذه المدة في ظل المستويات الحالية لن يؤدي إلى زيادة أسعار خام برنت فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى السحب من الاحتياطات البترولية الاستراتيجية "بكميات كبيرة بما يكفي لسد مثل هذا العجز لعدة أشهر وجعل الأسعار على مستوياتها الحالية".
وارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين، إذ سجل خام القياس العالمي مزيج برنت أكبر زيادة بالنسبة المئوية خلال اليوم منذ حرب الخليج عام 1991 بسبب هجمات يوم السبت التي اقتطعت أكثر من خمسة في المائة من الإمدادات العالمية.
وقال البنك الأميركي إنه من المرجح أن يتسبب توقف تام لنحو أربعة ملايين برميل، يوميا لمدة تزيد على ثلاثة أشهر، في رفع الأسعار إلى ما يزيد على 75 دولارا للبرميل.
من جانبه، قال بنك باركليز البريطاني إن الهجمات لن تخفّض على الأرجح صادرات النفط السعودية بنسبة كبيرة لوجود مخزون كبير من النفط الخام والمنتجات البترولية لدى السعودية.