واصلت إمدادات الغاز الطبيعي الروسي لأوروبا ارتفاعها في العام الماضي 2018، على الرغم من محاولات الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتزاع سوق الغاز الأوروبي من روسيا لصالح صادرات بلاده من الغاز.
وحسب الأرقام الروسية فقد بلغت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا في العام الماضي 200 مليار متر مكعب، مقابل صادرات الغاز الأميركي التي ارتفعت إلى ثلاثة مليارات متر مكعب.
وحسب تقرير لوكالة سبوتنيك الروسية، تبلغ نسبة الغاز الروسي في الاستهلاك الأوروبي من الغاز الطبيعي 37% حالياً، ويُتوقع أن تزداد واردات أوروبا من الغاز الروسي في حال السماح بمد خط الأنابيب الألماني " نورد ستريم 2" الذي تعارضه أميركا بشدة وتهدد بمعاقبة الشركات التي ستعمل في إنشائه. وتقدّر حاجة أوروبا إلى الغاز خلال عام 2019 بما يزيد على حاجتها في العام الماضي بخمسة مليارات متر مكعب.
وكانت أوروبا خلال نصف القرن الأخير تحصل على كميات كبيرة من الغاز من هولندا، إلا أن هولندا صارت تقلل إنتاج الغاز في الفترة الأخيرة بسبب خطر حدوث الزلازل نتيجة سحب الغاز من بطون الأرض.
فمثلاً، وحسب "سبوتنيك"، ستضطر هولندا إلى خفض إنتاج حقل غرونينغين للغاز من 53 مليار متر مكعب في عام 2009 إلى 12 مليار متر مكعب في السنة بحلول عام 2022، وبالتالي لم تعد هولندا قادرة على سد حاجتها إلى الغاز، ولذا اضطرت إلى استيراد الغاز.
وتعتبر النرويج ثاني أكبر مورد للغاز لأوروبا بعد روسيا، لكن حقول الغاز النرويجية تسير إلى النضوب باستثناء حقل "ترول" الذي يستطيع أن ينتج 35 مليار متر مكعب من الغاز في السنة، ولكنه لا يستطيع أن يزيد الإنتاج لمحدودية سعة الأنابيب التي يضخ عبرها الغاز النرويجي إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وتعتبر الجزائر ثالث أهم مورد للغاز لأوروبا بعد روسيا والنرويج، لكن الدولة العربية حذرت مستوردي غازها مؤخراً من أنها قد تتوقف عن تصدير الغاز بشكل كامل بسبب ارتفاع الطلب المحلي كما أشارت إلى ذلك جريدة إلكترونية روسية.
وعلى الرغم من الضغوط الأميركية التي يمارسها دونالد ترامب على أوروبا لاستيراد الغاز الأميركي والتخلي عن الغاز الروسي، فإن احتياجات أوروبا المتزايدة من الغاز الطبيعي خلال السنوات المقبلة ورخص كلفة الغاز الروسي الذي يصدر عبر الأنابيب ويوزع مباشرة إلى المساكن الأوروبية، يجعل منه خياراً مفضلاً لدى الشركات الأوروبية، حسب تقرير نشرته "نيويورك تايمز" خلال العام الماضي.
ولدى أميركا احتياطات من الغاز الطبيعي تقدر بحوالي 327 مليار قدم مكعب، يرغب الرئيس الأميركي في تصدير إنتاجها إلى أوروبا بدلاً من آسيا، وذلك ببساطة لأن الشركات الأميركية تجد كلفة الشحن لوحدة الغاز المسال أرخص كثيراً إلى أوروبا مقارنة بكلفة للشحن إلى آسيا.
ومن المتوقع أن تتواصل حروب الغاز بين روسيا وأميركا في ظل المساومات المتوقعة من قبل ترامب بإعفاء صادرات أوروبا من رسوم السيارات مقابل التخلي عن زيادة واردات الغاز الروسي.