أبو حطب لـ"العربي الجديد": موارد السوريين تغنيهم عن التسوّل

08 يونيو 2016
أبو حطب أكد أن حكومته ستكون للكفاءات
+ الخط -

رفض رئيس الحكومة السورية المؤقتة، جواد أبو حطب، الاستمرار في نهج التسوّل والمساعدات، العربية والدولية التي تترافق، عادة مع الإملاءات التي لا تتناسب وتطلعات وأهداف ثورة السوريين، داعياً إلى حماية دولية من قصف نظام الأسد وشركائه بالحرب، للمدنيين والمنشآت الاقتصادية والحيوية، كشرط لبدء عمل الحكومة وتحسين شروط معيشة السوريين.

وقال في حديث خاص لـ"العربي الجديد": لا نريد المساعدات التي تأتينا من الخارج، سواء مالية مشروطة أو عينية قلما نستفيد منها، كالبسكويت والفراش، بل نطالب المجتمع الدولي بقرارات تعترف بالحكومة كتمثيل تنفيذي للسوريين، يمكن خلالها بدء الاستقرار والإنتاج وتسهيل استيراد ما يحتاجه السوريون بالمناطق المحررة، وتصدير الفائض عن الحاجة وخاصة من الإنتاج الزراعي.

وكشف أبو حطب أن المشتقات النفطية التي تصل للمناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، تأتي من مناطق تنظيم الدولة "داعش" وأن بعض الإنتاج الزراعي يتم تهريبه لدول الجوار، فلو تم الاعتراف بالحكومة فسيتم استيراد المشتقات النفطية بسعر أقل مما تبيعه "داعش" واستيراد حاجة المناطق المحررة من الكهرباء عبر دول الجوار.
وأضاف أبوحطب أن هناك "إمكانية تشغيل المعامل والمنشآت لتصدير الإنتاج الصناعي والزراعي، لأن في إدلب وحدها 84 مليون شجرة زيتون وفي الشمال المحرر 300 ألف رأس ماشية وهناك فائض إنتاج في الزراعات الطبية والعطرية وأحياناً بالقمح والبقوليات".

واعتبر أبوحطب أن "الحل يكمن في اعتماد شرعية الحكومة المؤقتة لتصدر شهادات منشأ والتعامل معها كدولة، فنحن أكبر من لبنان ولدينا موارد أكثر منه، ولا حل بالأفق القريب، بواقع تحويل سورية لساحة صراع عالمي والسكوت عن جرائم الأسد، إلا بتبني إحياء المناطق المحررة وتفعيل الإنتاج فيها، على الرغم ممّا لهذا المشروع من مخاطر قد تصل لقتل وزير أو رئيس الحكومة، إذ لا بديل عنه سوى الفشل وخلق جيل اتكالي من السوريين".


وعن تفعيل الاتفاق مع تركيا لإشراف الحكومة على المعابر الحدودية وضبط عملها، الذي أبرمه رئيس الحكومة السابق، أحمد طعمة، وتصدير واستيراد السلع والمنتجات بإشراف الحكومة، أجاب رئيس الحكومة، أبو حطب: "إن ثمة صعوبات داخلية ليس لتركيا علاقة بها، إذ يتم التنسيق مع الفصائل التي تسيطر على المعابر وفي حال حلها فإن تركيا ستمد يد العون للحكومة المعارضة". معتبراً أن "الرسوم والضرائب هي أهم موارد الحكومة التي ستمكنها من الانطلاقة لمشروعها الذاتي الإنتاجي الداخلي".


ورداً على سؤال جاهزية الفريق الحكومي، خاصة أن بعض الأحاديث بدأت تتسرب حول تأخر تشكيل حكومة، الدكتور جواد أبو حطب، أجاب: "مهمتي أن أضع الآلية في تشكيل الحكومة وليس فرض أو تسمية وزير أو مدير، وقد التقيت خلال الفترة السابقة بممثلي القطاعات الصحية والتعليمية والاقتصادية بالداخل المحرر، وطلبت إليهم ترشيح أسماء ليتم اعتماد المسؤول، وزيراً أو مديراً، ممن يحصّل علامات أكثر وينال ثقة سوريي الداخل".
وأكد أبو حطب، أن"عمل الحكومة سيكون خدمياً وتنفيذياً للشعب السوري في المناطق المحررة، ولن تكون الحكومة حزبية ولا سياسية ولن تنحاز إلى أحد دون الآخر. ستكون حكومة لكل السوريين ولكل الكفاءات".

وختم رئيس الحكومة السورية المعارضة بالتمني لأن يأخذ كل السوريين، سياسيين ومؤسسات وهيئة التفاوض، دورهم بالضغط على المجتمع الدولي لحماية السوريين والبنى الاقتصادية، والاعتراف بالحكومة المؤقتة وتسهيل عملها، معلناً، في الوقت نفسه، عن أسفه وعدم ثقته بجدية المجتمع الدولي بالضغط على نظام الأسد، وبجدوى المفاوضات قبل تحقيق متطلباتها من وقف القصف والإفراج عن المعتقلين.

يذكر أن الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية قد كلفت الدكتور جواد أبو حطب، المقيم بالداخل السوري بتشكيل الحكومة السورية المؤقتة، خلال اجتماعها الاستثنائي الذي عقدته في 16 مايو/أيارالفائت، للعمل على إدارة المناطق المحررة والتركيز على تقديم الخدمات للسكان فيها، خلفاً لرئيس الحكومة السابق أحمد طعمة.



المساهمون