ادّعت النيابة العامة المالية في لبنان، الإثنين، على مدير العمليات النقدية في "مصرف لبنان" المركزي، مازن حمدان، بعد أيام من توقيفه، وأحالته إلى قاضي التحقيق بجرم التلاعب بسعر صرف الدولار، وفق ما أفاد مصدر قضائي وكالة فرانس برس.
وأوقفت الأجهزة الأمنية، الخميس الماضي، حمدان بناء على أمر من النائب العام المالي القاضي علي إبراهيم، في وقت تكثّف السلطات ملاحقة المتلاعبين بسعر الصرف في خضم انهيار اقتصادي متسارع وتراجع قياسي في قيمة الليرة مقابل الدولار.
وقال مصدر قضائي لوكالة "فرانس برس"، اليوم الإثنين، إن القاضي إبراهيم "ادعى على حمدان بجرم التلاعب بالعملة الوطنية وضرب استقرار الليرة عبر القيام بعمليات شراء دولارات مباشرة من الصرافين، وحوّله موقوفاً إلى قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا".
ويعد هذا "أول ادعاء على مسؤول في مصرف لبنان" رغم نفي المصرف، في بيان، الجمعة، غداة توقيف حمدان، "أي تلاعب في سوق الصرافين" ناتج عن عملياته.
ويشهد لبنان أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية (1975-1990)، تتزامن مع أزمة سيولة حادة وشحّ في الدولار وقيود مصرفية على الودائع وعمليات السحب.
وظهرت منذ الصيف الماضي، للمرة الأولى منذ عقود، سوق موازية، تجاوز فيها سعر صرف الدولار الشهر الماضي عتبة الأربعة آلاف ليرة، فيما السعر الرسمي ما زال مثبتاً على 1507 ليرات.
وأمام الانهيار المتسارع، طلب مصرف لبنان، نهاية الشهر الماضي، من الصرافين ألا يتخطى سعر بيع الدولار 3200 ليرة. إلا أن الليرة واصلت الانخفاض مقابل الدولار في السوق السوداء.
وأقرت الحكومة، نهاية الشهر الماضي، خطة إصلاحية تأمل عبرها بالحصول على دعم خارجي يقدّر بأكثر من 20 مليار دولار، وطلبت على أساسها مساعدة من صندوق النقد الدولي. وباشر الطرفان عقد اجتماعات منذ الأسبوع الماضي.
وقال وزير المالية غازي وزني، الجمعة، لـ"فرانس برس"، إنّ بلاده مستعدة لتلبية طلب صندوق النقد بتعويم سعر صرف الليرة، لكن بعد تلقيها الدعم الخارجي، على أن يُعتمد في المرحلة المقبلة سعر صرف مرن.
(فرانس برس)