المغرب يتحصن من التهريب بسياج على حدود الجزائر

18 ابريل 2017
ظهور الحمى القلاعية يربك أسواق اللحوم (جلال مرشيدي/الأناضول)
+ الخط -
يراهن المغرب على السياج الذي أقامه على الحدود، من أجل تفادي تهريب مواش قد تنقل عدوى الحمى القلاعية من الجزائر، التي أعلنت عن بؤر لتلك الجائحة بعدد من الولايات.
وبادر المغرب إلى الإعلان عن إجراءات وقائية على إثر ظهور العديد من بؤر للحمى القلاعية للأبقار بالجزائر، في ذات الوقت الذي شكلت خلية يقظة لتتبع تطور المرض في البلدان المجاورة.
وكانت السلطات البيطرية الجزائرية، أعلنت عن ظهور العديد من بؤر الحمي القلاعية في بعض الولايات بسبب فيروس "سيروتيب أ".

وكشفت وزارة الزراعة الجزائرية عن طلب كمية من اللقاحات بغرض تلقيح القطيع اعتبارا من أمس الاثنين، كما أعلن عن منح إقامة الأسواق والمعارض والتجمعات الخاصة بالأبقار والأغنام. وما أن أعلن عن تلك البؤر بالجزائر، حتى عمم المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بالمغرب، بيانا عاجلا يتضمن إجراءات لحماية القطيع المحلي.
وقررت السلطات المغربية تعزيز المراقبة على مستوى المناطق الحدودية، من أجل الحيلولة دون دخول حيوانات ومنتجات بشكل غير قانوني من الجزائر، مؤكدة منع استيراد الحيوانات والمنتجات المشتقة منها والأعلاف من الجزائر، وتجهيز المختبرات بهدف التشخيص السريع للمرض في حالة الشك.

والتزمت السلطات التي يهمها الأمر في المغرب، باقتناء اللقاح، من أجل القيام بحملة وطنية لتلقيح القطيع الوطني ضد فيروس "سيتروتيب".
وليست هذه المرة الأولى التي تعمد فيها السلطات المغرب إلى اتخاذ إجراءات وقائية بسبب الحمى القلاعية، فقد سبق لها أن نظمت حملة في 2015 عند ظهور "سيروتيب أو" بالجزائر. وأوضح الدكتور البيطري، بوعزة الخراطي، الذي يرأس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، أن لجوء المغرب إلى اتخاذ تدابير وقائية، لا يعني أنه يستورد مواشي من الجزائر.
وشدد الخراطي في تصريح لـ "العربي الجديد"، على أن الاستنفار الذي يعرفه المغرب يعزى إلى اشتراكه في الحدود الشرقية مع الجزائر، والتي يخشى أن تتسرب منها مواش مصابة بالحمى القلاعية.

وكان التهريب ينشط في تلك الحدود المشتركة بين البلدين، إذ تهرب أغنام من سلالة "ولاد جلال" الجزائرية، نحو المغرب، وتسوق على أساس أنها من سلالة "الصردي" الذي تتميز به المملكة.
غير أن مصادر من مدينة وجدة بالجهة الشرقية، تؤكد أن التهريب تراجع من الجزائر نحو المغرب، بعدما كان يشمل المحروقات والأدوية والأغنام، التي يسهل التعرف على مصدرها، لأنها لا تشبه أغنام المنطقة المعروفة بـ "بني كيل".
وتعتبر سلالة الغنم " بني كيل" إحدى أفضل السلالات في إنتاج اللحوم، وتتواجد بالهضاب الشرقية من المملكة، خاصة بوجدة وفكيك وجرادة وبولمان وتازة. وتستفيد من جودة المراعي في المنطقة الشرقية في الحدود مع الجزائر.

وأربك ظهور الحمى القلاعية في الجزائر أسواق اللحوم، وسط اتهامات للمستوردين بالتهويل من ظهور حالات مرضية بين الأبقار والماشية من أجل زيادة صفقات الاستيراد، بينما تستعد الأسواق لاستقبال شهر رمضان نهاية مايو/أيار المقبل.
ويذهب الدكتور الخراطي إلى أن المغرب سيقيم شريطا وقائيا في حدود الشرقية، حيث سيجري تلقيح المواشي، قبل تسرب الحمى القلاعية التي تعرفها الجزائر.
ويصيب وباء الحمى القلاعية الحيوانات ذات الحافر، مثل الماعز والأغنام وبشكل أكبر الأبقار، ويستهدف الجهاز الهضمي للحيوان، وتؤدي إلى نفوقه، فيما ينصح الأطباء بعدم أكل اللحوم المصابة بالرغم من عدم انتقال العدوى إلى الإنسان.

ويؤكد أن إقامة ذلك الشريط الوقائي، سيمكن من إنقاذ القطيع من المنطقة الشرقية بالمغرب، التي تعتبر من أكثر المناطق إنتاجا للمواشي، بالنظر لشساعة المراعي التي تتوفر عليها.
ويتوفر المغرب على اكتفاء ذاتي على مستوى إنتاج الأغنام، بينما يستورد جزءا من احتياجاته من الأبقار من بلدان مثل هولندا وألمانيا وفرنسا.
ويشير مصدر فضل عدم ذكر اسمه، إلى أن السياج الذي يفصل بين المغرب والجزائر في الحدود الشرقية، كفيل بأن يحول دون تسرب مواش إلى المغرب عن طريق التهريب.
وأوضح أن السياج المقام في الحدود بين البلدين، يساعد على ضبط المهربين، خاصة أن الكاميرات التي أقامها المغرب على الحدود تتيح رصد أية تحركات للمهربين.

وكان المغرب شرع قبل ثلاثة أعوام في تشييد سياج إلكتروني على حدوده الشرقية مع جارته الجزائر، حيث كانت المملكة عللت ذلك بالرغبة في التحسب لتسلل مقاتلين إرهابيين إلى البلاد.
وأكدت مصادر أن المغرب لا يكتفي بالسياج، بل يكثف من مراقبته للحدود الطويلة بين البلدين، خاصة في هذه الظروف التي تعرف فيها الجارة الشرقية انتشار بؤر الحمي القلاعية.
وفي تونس، الجارة الشرقية للجزائر، أعلنت وزارة الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري، قبل يومين، عن تعزيز المراقبة الصحية البيطرية في الحدود، داعية الإدارة العامة للمصالح البيطرية وكافة الأطراف المعنية بالتصدي لظاهرة تهريب الحيوانات من الجزائر، وكذا تكثيف المراقبة الصحية البيطرية للقطيع على كامل تراب الجمهورية.
وطالبت الوزارة في بيان بالإسراع في إتمام الحملة الوطنية للتلقيح ضد الحمى القلاعية لتبلغ أهدافها.



المساهمون