في خطوة جريئة من المصنّعين اليابانيين، بدأت شركة تويوتا في اختبار سيارة قادرة على السير إلى الأبد من دون شحن أو وقود، مستخدمة الألواح الشمسية، ما يضع الكثير من الشركات العالمية التي اتخذت خطوات متسارعة نحو تطوير السيارات الكهربائية أمام تحد جديد.
السيارة الجديدة التي تختبرها تويوتا، تمثل ثورة في عالم السيارات، حيث تتعاون مع شركة شارب المصنّعة للألواح الشمسية والحكومة اليابانية في الوصول إلى نتائج ملموسة على سيارة بريوس معدلة.
وقال كوجي ماكينو، مدير المشروع في شركة تويوتا، وفق وكالة بلومبيرغ الأميركية، إن " السيارة الشمسية تستطيع القيادة لفترة طويلة، ومستقلة تماما عن منشآت الشحن"، مضيفا أن السيارة قادرة على السير لأربعة أيام كل أسبوع لحوالي 50 كيلومترا من دون الحاجة إلى شحنها.
ورغم هذا التطور إلا أن تويوتا أشارت إلى أن مستقبل السيارات الشمسية المستقلة لا يزال بعيد المنال، ولكنهم مستعدون للعمل من أجل تحقيقه يوماً ما.
وتأتي سيارة بريوس الهجينة بالفعل حاليا بخيار وضع ألواح شمسية قادرة على شحن البطارية أثناء ركن السيارة، ولكن بطاقة محدودة تكفي عدة كيلومترات فقط، بينما تستهدف الشركة الاستغناء تماما عن الشحن وجعلها قادرة على السير بالطاقة الشمسية فقط، وفق التعديلات التي يجري العمل عليها واختبارها.
وتتمتع الألواح بمرونة بفضل سمكها الضئيل بـ 0.03 مليمتر فحسب، ما يعني إمكانية وضعها على جميع جوانب السيارة وليس السقف فقط مثل بريوس الحالية.
وتعد خطوة تويوتا الأكثر جرأة في عالم السيارات، وربما تتجاوز ما أقدمت عليه الكثير من الشركات في التوجه نحو المركبات الكهربائية، التي لاقت زخماً واسعاً وخصصت لها الشركات عشرات مليارات الدولارات لتطوير تقنياتها.
ولا تزال السيارات الكهربائية محل جدل واسع في الأسواق العالمية، وحتى إذا تجاوزت السيارات التي تعمل بالوقود في المبيعات، فإنها لا تزال بحاجة إلى حلول كبيرة للتغلب على مشكلة شحن البطاريات. بينما يرى القائمون على تطوير سيارة تويوتا بريوس أن الشمس تشرق في كل مكان مجانا، وعندما تقترن تلك الطاقة بقدرة بطارية كافية لدفع السيارات في الليل، يمكن للسيارات التي تعمل بالطاقة الشمسية أن تتخطى جميع تقنيات الطاقة الجديدة التي يتم تطويرها.
وقال تاكيشي مياو، محلل السيارات في شركة كارنوراما الاستشارية: "هذه تقنية سنرى استخدامها على نطاق واسع في العقود المقبلة.. سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً ".
وقامت تويوتا بالفعل مؤخرا بطرح نماذج تجارية بألواح شمسية على السطح، لكنها كانت تعاني من نقص شديد في الطاقة، وبالكاد تمكنت من تشغيل نظام الصوت.
لكنها أشارت إلى أن الأبحاث التي تجريها وأعمال التطوير ستؤتي ثمارها. وهناك تقدم في تطوير شارب للألواح الشمسية، لتعمل بكفاءة تزيد عن 34 في المائة، مقارنة بحوالي 20 بالمائة للألواح الحالية في السوق.