سورية: ارتفاع قياسي في أسعار اللحوم والدجاج قبل العيد

04 يوليو 2016
وصل سعر كيلو الدجاج الحي نحو 1300 ليرة (Getty)
+ الخط -

ارتفعت أسعار اللحوم بأسواق العاصمة السورية دمشق مع استقبال عيد الفطر بأكثر من 30% عمّا كانت عليه، الأسبوع الفائت، ليتخطى سعر كيلو لحم الأغنام 6 آلاف ليرة وسعر كيلو الدجاج ألفي ليرة سورية.
وقال أبو سمير، وهو موظف حكومي بوزارة الزراعة، زادت أسعار اللحوم، خلال الأسبوع الجاري، على الرغم من الفقر وتراجع الطلب بالأسواق، ليصل سعر كيلو الدجاج الحي نحو 1300 ليرة واللحوم الحمراء بين 5 و6 آلاف ليرة، في واقع غياب اللحوم المستوردة التي كانت تسد بعض الطلب خلال الفترة الماضية.
ويضيف أبو سمير، عبر اتصال بـ "العربي الجديد"، لا يمكن مقارنة الأسعار المرتفعة مع دخل السوريين الذي أكله التضخم، وأعتقد أن يصل السعر بالأسواق اليوم إلى 2500 ليرة لكيلو الفروج و6500 ليرة للحم الأحمر، لنقص المعروض وغياب الرقابة على الأسواق، مشيراً إلى الفوضى في التسعير والبيع واستغلال حاجة السوريين خلال فترة الأعياد.
بدوره، توقع تاجر الأغنام، رضوان محمد، أن يصل سعر كيلو لحم الأغنام نحو 10 آلاف ليرة، إن وافقت حكومة بشار الأسد الجديدة على تصدير الأغنام والماعز إلى دول الخليج العربي، بعد توقف التصدير لنحو ثمانية أشهر.


وأضاف تاجر الأغنام، بريف دمشق "محمد"، أن سعر كيلو لحم الأغنام تعدى اليوم 5500 ليرة في أسواق "ببيلا" الشعبية في ريف دمشق التي تعتبر أحد موارد اللحوم للعاصمة السورية، ناسباً الأسباب إلى غلاء الأعلاف وقلة العرض من المربين بعد تدهور الثروة الحيوانية وخروج مناطق المراعي وتربية الأغنام على سيطرة نظام بشار الأسد.

وأشار في تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى تراجع الطلب بالسوق السورية، خلال فترة العيد، "لأن الشعب يتجه إلى الفروج (الدجاج) ولا قدرة شرائية لدى معظم السوريين على شراء اللحوم الحمراء".

ويقول مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك بمدينة حماة، أشرف باشوري، إن هناك عدة أسباب لارتفاع سعر الدجاج يأتي في مقدمتها ارتفاع سعر الصوص(صغار الدجاج)، حيث وصل سعره بعمر يوم إلى 300 ليرة، يضاف إلى ذلك نفوق العديد من الطيور في المداجن جراء ارتفاع موجة الحر وغياب مادة المازوت نظراً لارتفاع سعرها، ما حال دون تمكن المربين من شراء المحروقات لتشغيل المولدات لديهم في مداجن التربية، فضلاً عن ارتفاع سعر الطن العلفي الذي لم يسمح، حتى الآن، لمؤسسة الأعلاف باستيراده أسوة بالمادة العلفية للثروة الحيوانية.

وأضاف باشوري خلال تصريحات إعلامية، أمس، إن شدة الطلب في شهر رمضان والأعياد وقلة العرض جعلت من سعر كيلو الدجاج بهذا الارتفاع.
ولفت إلى أن وزارة الزراعة هي الأخرى تتحمل قسطاً كبيراً من رفع سعره عندما طالبت وزارة حماية المستهلك بملاحقة ومصادرة الدجاج المجمد المستورد بناء على رغبة ومطالبة مربي الدجاج، مما أدى إلى قلة المعروض في الأسواق المحلية، حيث كان المواطن دائماً أمام خيارين، إما أن يشتري الدجاج الطازج، أو المجمد المستورد وفق الشروط الصحية السليمة حسب مقدرته ورغبته.

وكشف المسؤول السوري، أن هناك كميات كبيرة من الدجاج الحي قد نقلت من المزارع إلى المحافظات الشرقية كالرقة ودير الزور، حيث يباع هناك بأسعار خيالية.
وشهدت الثروة الحيوانية بسورية تراجعاً كبيراً في أعداد القطعان وصل نحو 30% بالنسبة للأبقار و40% بالنسبة للدواجن وأكثر من 50% بالنسبة للأغنام، بحسب ما يؤكد معاون وزير الزراعة السوري، أحمد قاديش.

ويشير قاديش إلى أن الانخفاضات في أعداد القطعان من الثروة الحيوانية بمختلف أشكالها يؤثر مباشرة في تراجع حجم العرض من اللحوم المطروحة في الأسواق وبالتالي يسهم في تحريك الأسعار وارتفاعها، إضافة إلى عوامل أخرى، وأهمها ارتفاع مستلزمات التربية والإنتاج وخاصة المواد العلفية.
وقال معاون الوزير خلال تصريحات صحافية، أن الوزارة تعمل على دعم هذه الثروة وتعزيزها من خلال توفير كثير من مستلزمات الإنتاج والتربية للمربين وخاصة المادة العلفية المقننة، إلا أن الحفاظ على الثروة الحيوانية وتطويرها وخاصة في الظروف الحالية يحتاج لتعاون العديد من الجهات العامة مع "وزارة الزراعة" وخاصة في ما يتعلق بتأمين الأعلاف واستيرادها.



دلالات
المساهمون