قال الملياردير المصري نجيب ساويرس، إنه سيستثمر في فنزويلا "في أي وقت" بعد أن يترك الرئيس نيكولاس مادورو منصبه.
وأضاف ساويرس في مقابلة مع تلفزيون "بلومبيرغ" الأميركي جرت على هامش مؤتمر في أبوظبي أن "الرئيس مادورو استمر في مواجهة الاحتجاجات وانهيار الاقتصاد والعقوبات الأميركية من خلال قبضة محكمة على الجيش ومن خلال قمع المعارضة".
ويتعرض رئيس فنزويلا للمزيد من الضغوط لترك السلطة، بعد أن أعلن زعيم المعارضة خوان غوايدو، نفسه رئيسا للبلاد، والذي سارعت الولايات المتحدة الأميركية للاعتراف به وتبعتها العديد من دول أوروبا وأميركا اللاتينية.
وسبق أن استثمر ساويرس في قطاع الاتصالات في العراق لبضع سنوات، بعدما أسقط الاحتلال الأميركي بغداد وأطاح نظام صدام حسين، مبررا ذلك في حينه بأن السوق العراقية مثّل فرصة جيدة للاستثمار رغم ارتفاع المخاطر.
ويصارع الاقتصاد الفنزويلي مؤشرات الانهيار، وسط تهاوي تصدير النفط وإيراداته بسبب العقوبات الأميركية، فيما تملك فنزويلا 17.9% من احتياطي النفط المؤكد في العالم، لتسبق السعودية التي تستحوذ على 15.7% من الاحتياطي العالمي وكندا (10.0%) وإيران (9.3%) بحسب أرقام مجموعة "بي بي" النفطية البريطانية.
وتراجع إنتاج فنزويلا ليصل إلى أدنى مستوى منذ ثلاثين عاماً. وفي حين كانت البلاد تضخ أكثر من ثلاثة ملايين برميل يومياً، لم تنتج العام الماضي سوى 1.33 مليون برميل يومياً، بحسب أرقام منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وهي عضو فيها، وتتولى هذا العام رئاستها الدورية.
وقال محلل الطاقة الأميركي توم لونغو في تحليل نشره قبل أيام على موقعه، إن استراتيجية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على الهيمنة على استراتيجية الطاقة العالمية عبر عدة محاور، من بينها محاصرة الغاز الروسي في أوروبا، وحصول الشركات الأميركية على عقود إنتاج النفط الفنزويلي، وهو ما قالته أيضاً خبيرة الطاقة الأميركية آمي جافي، في تحليل نشره مؤخراً موقع مجلس العلاقات الخارجية.
وسبق لساويرس أن دخل قبل أكثر من عشر سنوات قطاع الاتصالات النقالة في كوريا الشمالية، والتي تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق معها حاليا من شأنه أن يكبح طموحها النووي.
وقال ساويرس، الذي تبلغ ثروته خمسة مليارات دولار وفقا لمؤشر "بلومبيرغ"، إنه سينظر في فرص استثمارية أخرى في أميركا اللاتينية، موضحا في تصريحات صحافية منفصلة على هامش مشاركته في المؤتمر بأبوظبي، أنه يرى فرصا في قطاعات التعدين والاتصالات والفنادق في كوريا الشمالية، إذا نجح اجتماع القمة بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الأميركي.
وكان ترامب قال الأسبوع الماضي إنه سيعقد اجتماعه الثاني مع كيم في العاصمة الفيتنامية هانوي في السابع والعشرين والثامن والعشرين من فبراير/شباط الجاري عقب اجتماعهما الأول في سنغافورة في يونيو/حزيران الماضي.
وقال ساويرس، الذي تدير شركة الاتصالات التابعة له شبكة كوريولينك للهاتف المحمول في كوريا الشمالية ضمن مشروع مشترك، إن البلد الفقير يحتاج استثمارات في جميع المجالات.
وأضاف "هذا بلد مليء بالفرص إذا انفتح.. أتطلع إلى مجالات أخرى مثل التعدين والسياحة والزراعة والصناعات الزراعية، لكن التعدين مثير للاهتمام، فلديهم موارد كثيرة ولا يملكون المال اللازم للتنقيب".
وتابع أن معدل انتشار الهاتف المحمول في كوريا الشمالية يبلغ نحو 15% من السكان أو ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص، مشيرا إلى أن النمو في السوق محدود بسبب ارتفاع أسعار أجهزة الهواتف التي يتعين سداد ثمنها بالعملة الأجنبية.
وقالت أوراسكوم للاستثمار القابضة التي يترأسها ساويرس في سبتمبر/أيلول الماضي، إنها حصلت على إعفاء من الأمم المتحدة لتشغيل كوريولينك، وهو مشروعها المشترك مع شركة البريد والاتصالات في كوريا الشمالية.
(العربي الجديد، رويترز)