أثرياء روسيا يهربون من سويسرا خوفاً من واشنطن

14 ابريل 2018
خزائن الحسابات الخاصة في بنك بجنيف (Getty)
+ الخط -





خلافاً لعادة العملة السويسرية التي ترتفع في أوقات الاضطراب السياسي والمالي العالمي، حيث يتخذها الأثرياء كـ"ملاذ آمن"، انخفضت هذه المرة مع المواجهة العسكرية بين واشنطن وموسكو في سورية. والسر كما تكشفه وكالة بلومبيرغ الأميركية، هو هروب حسابات الأثرياء الروس، خاصة دائرة المليارديرات المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين من سويسرا.


وحسب خبراء مصرفيين في إدارة الثروات، فإن الأثرياء هربوا من سويسرا لسببين، الأول أنهم يتخوفون من تجميد حساباتهم وكشفها من قبل السلطات الأميركية، في أعقاب تخلي سويسرا عن السرية المصرفية. أما السبب الثاني فهو حاجة النظام الروسي في ظل ظروف المواجهة العسكرية إلى دولارات لدعم سعر صرف العملة الروسية التي شارفت على الانهيار وسط الأسبوع الجاري، حيث انخفضت إلى 65 روبلاً مقابل الدولار، قبل أن ترتفع في ختام تعاملات الأسبوع يوم الجمعة وسط تدخل قوي للبنك المركزي الروسي في أسواق الصرف.

في هذا الصدد، يقول خبير الصرف بمصرف "كريدي اجريكول" الفرنسي، مانويل أوليفري، "ضعف الفرنك الفرنسي يعود بشكل رئيسي إلى خروج الأموال الروسية من السوق السويسرية خوفاً من العقوبات الأميركية". ويضيف "أن حاجة الروس حالياً إلى السيولة بالنقد الأجنبي وعدم الرغبة الروسية بترك أموالهم في المصارف السويسرية، يرفعان من مخاطر الاستثمار في الفرنك السويسري".
ووسط سحوبات مليارديرات روسيا لجزء كبير من حساباتهم بالفرنك، انخفضت العملة السويسرية إلى 1.187 يورو في نهاية الأسبوع، وهو أكبر انخفاض لها منذ ثلاث سنوات، حينما أجرت سويسرا تغييراً على سياسة ربط الفرنك بسعر ثابت مقابل اليورو.

وغيرت سويسرا سياسة السعر الثابت البالغ فرنكا سويسريا يساوي 1.2 يورو في يناير/ كانون الثاني من العام 2015، بسبب التدفقات النقدية الضخمة على مصارفها من أثرياء أوروبا، إبان أزمة اليورو، خاصة أثرياء إسبانيا وإيطاليا. وذلك ببساطة، لأن الفرنك السويسري القوي أثر على الصناعة والسياحة السويسرية، كما اتبعت سياسة الفائدة السلبية على الإيداعات. وقال محافظ البنك الوطني السويسري "البنك المركزي"، توماس جوردون، أمس السبت، في لقاء مع صحيفة "لا ليبرتيه" السويسرية، إنه لا ينوي التخلي عن السياسة النقدية المرنة بسبب ضعف سعر صرف الفرنك، لأنه يتخوف من صعود سعر الصرف وتأثيره السالب على صادرات بلاده.
ويرى خبراء أن معظم هؤلاء الأثرياء المستثمرين في سويسرا، تربطهم علاقات مالية مباشرة مع الرئيس فلاديمير بوتين، وأنه يملك جزءاً من ثرواتهم أو يعملون كواجهة استثمارية له. وحسب تقرير لنشرة "موني" الأميركية، فإن لدى بوتين حصصا رئيسية في شركات كبرى في روسيا وخارجها.

من بين هذه الشركات، حصة 37% في شركة "سيرغوت نفت غاز"، وحصة 4.5% في شركة "غازبروم"، وحصة كبيرة في مجموعة "غينفور" التي تتاجر في السلع الأولية ويوجد مقرها في سويسرا. وكانت وزارة الخزانة الأميركية قد ذكرت في بيان في العام 2014 في أعقاب ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، أن "لدى بوتين استثمارات في غينفور".
المساهمون