2016 عام جيد للأسواق المالية والريال البرازيلي

31 ديسمبر 2016
سجلت البورصة أفضل أداء منذ سنوات عدة(نلسون الميدا/فرانس برس)
+ الخط -
تشهد البرازيل انكماشاً تاريخياً وأزمة سياسية حادة، لكن الاستثمار في بورصة الاقتصاد الأول في أميركا اللاتينية كان فكرة جيدة في عام 2016.
ورغم العام المضطرب الذي شهدته البلاد، سجلت الأسواق المالية أفضل أداء منذ سنوات عدة، في مفارقة يبررها الخبراء بارتفاع أسعار المواد الأولية.

وأغلقت بورصة ساو باولو التي تعد من الأبرز في المنطقة جلستها الأخيرة لعام 2016 الخميس على ارتفاع سنوي بـ38.9%، مسجلة أول فائض سنوي لها منذ عام 2012 (+7.4%).
وبات المؤشر الرئيسي للبورصة "ايبوفيسبا" عند 60.227 نقطة بعيدا عن أداء نهاية عام 2015 عندما تدنى إلى 43.349 نقطة بتراجع 13%. إلا أن عام 2016 لم يكن مستقرا أبدا بالنسبة إلى البرازيل: فبعد إجراء مثير للجدل وأشهر من التوتر السياسي والغموض، أقيلت الرئيسة ديلما روسيف في أواخر آب/أغسطس.

 وباشر خلفها ميشال تامر على الفور بخطة تقشف صارمة بينما كانت حكومته نفسها وقسم كبير من النخبة السياسية غارقة في فضيحة فساد كبرى في مجموعة بتروبراس، إلا أن المستثمرين المتابعين للأزمة السياسية والقضائية التي تعيشها البلاد، تحركوا بصورة خاصة بناء على السياق الخارجي.
وعلق أندريه برفيتو خبير الاقتصاد في شركة "غرادوال انفستيمنتوس" الاستشارية أن "البورصة (البرازيلية) والريال تميزاً عن سائر الأسواق العالمية في 2016".

وتابع برفيتو "لكنني لا أعتقد أن الأمر مرتبط بشؤون داخلية مثل الأزمة السياسية أو عزل روسيف، وهي مسائل كان لها تأثير بالطبع، لكن على أسعار المواد الأولية وخصوصا النفط".
في هذا السياق، كانت أسهم مجموعات "فالي" المنجمية (+128.99% لسنداتها الامتيازية) و"غيردو" (+189.16%) و"أوسيمياس" للمعادن (+169%) بين الأفضل أداء في 2016 وكذلك الأسهم الامتيازية لشركة "بتروبراس" التي سجلت تحسنا مفاجئا بـ121.9% خلال عام.

قلق في2017 

يوضح برفيتو أن "السوق البرازيلية حساسة جدا حيال التبدلات الخارجية، لأنها كبيرة جدا، سعر برميل خام برنت ارتفع بأكثر من 50% في 2016 وإذا راقبنا تطوره بالنسبة إلى أرباح بورصة ساو باولو بالدولار، فسنلاحظ نموذجان متشابهان".
وسجل الريال البرازيلي أيضا سنة جيدة عام 2016 بعد أن تراجع إلى أدنى مستوى تاريخي له في 21 كانون الثاني/يناير ليبلغ 4.166 ريالات للدولار قبل أن يختتم الخميس على 3.252 ريالات للدولار.

وخلال 12 شهرا، ارتفع سعر العملة البرازيلية بـ21.49% بحسب شركة "سي إم إيه" الاستشارية، بفضل هذا التحسن، بات الريال العملة التي سجلت أكبر ارتفاع في سعرها تجاه الدولار في 2016 متقدمة على الراند الجنوب إفريقي، بحسب دراسة لشركة "غرادوال انفستيمنتوس" التي حذرت في المقابل بأن هذا التوجه قد ينعكس في العام المقبل.

وتابعت الشركة أن "متوسط التوقعات لنهاية 2017 هو 3.50 ريالات للدولار ويجمع المحللون الدوليون على أن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض سيترجم بتعزيز الدولار نتيجة رد فعل الاحتياطي الفدرالي إزاء الطموحات المالية للرئيس الجديد".
إضافة إلى عوامل الغموض الخارجية والتي زاد من حدتها ارتفاع معدل الفوائد في الولايات المتحدة والقلق حول أسعار النفط، فإن البرازيل لديها مسائلها الخاصة المثيرة للقلق.

وتابع برفيتو "هناك نوع من التفاؤل بالنسبة إلى الحكومة الجديدة لكن كل الإصلاحات لا تزال في بداياتها والقضية السياسية لا تزال حساسة بسبب التحقيق حول بتروبراس".
وأضاف "لا يمكننا القول إن المشاكل كلها تم حلها".
وكشفت دراسة أخيرة لدى المستثمرين نشرها المصرف المركزي أن الأسواق لم تعد تتوقع سوى نمو طفيف في إجمالي الناتج الداخلي بالكاد يبلغ 0.5% في عام 2017.
المساهمون