الضبابية تسيطر على مواقف كبار المنتجين قبيل اجتماع "أوبك"

27 نوفمبر 2016
استعدادات "أوبك" لمؤتمر فيينا (رياض كرمادي/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال الضبابية تسيطر على مواقف عدد من الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر المنظمة في فيينا الأربعاء المقبل.
وتتسارع المباحثات بين الدول المنتجة للنفط، مع توقعات يغلب عليها التفاؤل في إمكانية الاتفاق على موقف موحد يحقق التوازن في السوق النفطية ويساهم في رفع الأسعار.

واقترحت الجزائر على الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط خفض الإنتاج بمعدل

1.1 مليون برميل نفط يومياً من اجل رفع الأسعار، بحسب ما أوردت الوكالة التابعة لوزارة النفط الإيرانية (شانا).

وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة بعد لقائه نظيره الإيراني في طهران "اقترحت الحكومة الجزائرية تقليص إنتاج أوبك بمعدل 1,1 مليون برميل يوميا".

ونقلت وكالة شانا عن بوطرفة قوله "نأمل بان ينقذ اجتماع أوبك المقبل سوق النفط من أزمتها الحالية".

ودعا الوزير الجزائري الدول غير الأعضاء في أوبك مثل روسيا إلى خفض إنتاجها بمعدل 600 ألف برميل يوميا، مشيرا إلى أن تراجع أسعار النفط يضر بالاقتصاد العالمي و"يجب وقفه". ولفت أيضاً إلى أن خفض الإنتاج قد يرفع سعر البرميل إلى 60 دولاراً بحلول نهاية العام. 

إلغاء اجتماع الغد

وقالت مصادر في "أوبك" لوكالة بلومبيرغ أمس، إن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في فيينا، غداً الاثنين، بين دول المنظمة والدول الأخرى المنتجة للنفط ألغي وسيقتصر حضوره على ممثلي الدول الأعضاء.

وتسعى منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) إلى تعزيز اتفاق مبدئي جرى التوصل إليه في الجزائر في سبتمبر/أيلول سيخفض إنتاج النفط إلى ما بين 32.5 و33 مليون برميل يوميا، وذلك في أول خفض للإنتاج منذ 2008.

لقاءات متسارعة

وقال مصدر جزائري في مجال الطاقة لـ "رويترز" إن وزير النفط الفنزويلي سيزور العاصمة الجزائرية على الأرجح غدا الاثنين، ثم يتوجه إلى موسكو مع نظيره الجزائري قبيل محادثات

أوبك في فيينا.

ويجري وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة مباحثات مع نظرائه في أوبك وخارجها في محاولة للتوصل إلى إجماع بشأن اتفاق لخفض في الإنتاج جرى اقتراحه في الجزائر في سبتمبر/ أيلول.

وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك إن "موسكو تدعم موقف "أوبك" بشأن تحقيق الاستقرار في سوق النفط.

ونقلت قناة "روسيا اليوم"، الأحد، عن نوفاك قوله: "نحن نتفق مع ضرورة توصل دول أوبك إلى إجماع على اتفاق بين الدول الأعضاء داخل المنظمة قبل انضمام الدول من خارج أوبك إلى ذلك الاتفاق".

وأضاف نوفاك: "أن روسيا تحافظ على موقفها الإيجابي فيما يتعلق بأي اتفاق، وتواصل المشاركة في المشاورات مع الشركاء".

ليبيا لن تشارك والعراق يطلب إعفاءه

من جهتها قالت المؤسسة الوطنية للنفط الليبية اليوم الأحد إنها لن تشارك في أي اتفاق لخفض الإنتاج في إطار منظمة أوبك في "المستقبل المنظور". إذ تسعى ليبيا لزيادة إنتاجها وصولاً

إلى المستويات السابقة على اندلاع الصراع.

وذكرت المؤسسة في بيان أن مصطفى صنع الله رئيس مجلس الإدارة أبلغ الوفود المشاركة في المنتدى الاقتصادي العربي النمساوي في فيينا يوم الجمعة أن الوضع الاقتصادي في ليبيا خطير بشكل لا يمكن معه المشاركة في تخفيضات أوبك للإنتاج في المستقبل المنظور.

ورفعت ليبيا إنتاجها من الخام أكثر من المثلين ليصل إلى نحو 600 ألف برميل يومياً منذ إعادة فتح عدد من الموانئ النفطية المحاصرة في سبتمبر/ أيلول. ولكنه يظل أقل بكثير من مستوى الإنتاج قبل ثورة عام 2011 الذي كان يبلغ 1.6 مليون برميل يوميا كما أن احتياطيات النقد الأجنبي في ليبيا تنفد سريعاً.

وتأمل المؤسسة أن ترفع إنتاجها إلى 900 ألف برميل بحلول نهاية العام و1.1 مليون برميل يومياً في 2017 ولكن تحقيق ذلك مرهون برفع الحصار على خطوط الأنابيب التي تخدم حقلي الفيل والشرارة في غرب البلاد.

بدورها، طالبت لجنة النفط والطاقة البرلمانية العراقية اليوم، أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، بعدم شمول العراق بخفض الإنتاج، عازية ذلك إلى كونه يحارب الإرهاب ويعاني أزمة مالية حادة نتيجة تراجع الأسعار والتكاليف العالية لعقوده مع الشركات العالمية العاملة في حقوله، فضلاً عن عدم تحقيقه السقف المحدد له خلال السنوات الماضية.

إيران: موقفنا يُعلن في فيينا

وأكد وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه على موقع الوزارة الإلكتروني، أن إيران تشعر بالتفاؤل إزاء إمكانية توصل منظمة أوبك إلى اتفاق وتعتزم إعلان قرارها فيما يخص أي خفض في الإنتاج خلال اجتماع المنظمة المقرر هذا الأسبوع.

ونقل الموقع عن زنغنه قوله السبت، بعد اجتماع مع وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة في طهران، "تم استعراض اقتراح وزير الطاقة الجزائري المتعلق بإنتاج كل دولة وتجرى دراسته بدقة". وأضاف "سنعرض رأينا في هذا الاقتراح خلال اجتماع أوبك. إذا اتفقنا وأنا متفائل فستزيد الأسعار وهذا أيضًا ما ينشده الاقتصاد العالمي".

(العربي الجديد)

 

المساهمون