خالف سعر صرف الليرة التركية التوقعات، بعد خفض سعر الفائدة المصرفية والتصعيد الأميركي، على خلفية استيراد أنقرة صواريخ "اس 400" من روسيا والخلافات على إقامة منطقة آمنة بسورية. واستمرت الليرة بالصعود أمام العملات الرئيسية، لتسجل الخميس 5.565 ليرات مقابل الدولار، وهو أعلى سعر لها أمام العملة الأميركية منذ أربعة أشهر.
ورأى الدكتور عبد الناصر الجاسم خلال حديثه مع "العربي الجديد"، أن امتصاص الأسواق "صدمة" خفض سعر الفائدة الأسبوع الماضي بمقدار 425 نقطة أساس (من 24 إلى 19.5 في المائة)، كان السبب الأهم لزيادة الثقة وتحسن سعر الصرف.
وأشار أستاذ الاقتصاد بجامعة ماردين الجاسم، إلى أن سياسة الفائدة المرتفعة قد ولّت إلى غير رجعة، ما يعني تحفيزاً للاقتصاد وتنشيطاً للقطاعات الإنتاجية، وخاصة أن سياسة المصرف المركزي الجديدة، هي الاستمرار بخفض سعر الفائدة.
واعتبر مراقبون أن أداء الاقتصاد التركي الكلي، بدأ بالتحسن وطرح مؤشرات وأرقام "مشجعة"، سواء ما يتعلق بحجم الصادرات أو الإقبال السياحي، مشيرين إلى أن تراجع العجز التجاري الخارجي لتركيا وفق جهاز الإحصاء الرسمي في البلاد، بنسبة 42.5 في المائة على أساس سنوي إلى 3.177 مليارات دولار خلال شهر يونيو/ حزيران الماضي، مؤشر مهم يعزز الثقة بالاقتصاد والعملة التركية في آن واحد.
وقال اقتصاديون إن السياسة الاقتصادية الجديدة التي تعتمدها تركيا، سواء ما يتعلق بتخفيض سعر الفائدة أو تقديم مزايا وتحفيزات للاستثمار، ستعيد الاقتصاد التركي إلى سابق نموه، بعد "ضربة" الركود التي أصابته العام الماضي، مشيرين إلى أن التدفقات الاستثمارية تتزايد إلى تركيا، وخاصة من دول جنوب شرق آسيا والدول الأوروبية والعربية.