أوروبا ترسل النفط إلى كوبا وأستراليا مع تخمة المعروض

15 نوفمبر 2016
البحر المتوسط يشهد تخمة في الإمدادات (البرتو بيزولي/فرانس برس)
+ الخط -


أصبح حوض المتوسط على نحو سريع أكبر سوق نفط متخمة بالمعروض في العالم، إذ تجبر الصادرات من العراق وإيران العضوين الكبيرين في أوبك ومن نجم السوق الصاعد كازاخستان إضافة إلى عودة الخام الليبي التجار على الابتكار في تسويق إمداداتهم.
وزادت إمدادات جميع خامات النفط الأساسية في المنطقة العام الماضي على الرغم من أن سعر خام القياس يكافح للتماسك فوق 45 دولاراً للبرميل، وقد تكبد خسارة تزيد على 10% على أساس سنوي.

وأطلق انخفاض أسعار الشحن واحتدام المنافسة تدفقات تجارية غير عادية من خامات البحر المتوسط ودفع بعض المنتجين إلى الابتكار في مزج الخام لتوسعة قاعدة العملاء.
وأظهرت حسابات أن الصادرات المجمعة للخامات الرئيسية من إيران والجزائر وليبيا الأعضاء في أوبك إضافة إلى صادرات روسيا وكازاخستان جعلت شحنات الخام المتجهة إلى منطقة البحر المتوسط ترتفع نحو مليوني برميل يومياً على مدى العام الأخير.

وقال أحد التجار "أصبح المتوسط أكثر أسواق العالم تخمة بالمعروض وينبغي إخراج كميات من المنطقة".
وارتفعت صادرات مزيج سي.بي.سي الخفيف منخفض الكبريت إلى مليون برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول مقارنة مع 600 ألف برميل يومياً في المتوسط في الأعوام الماضية ويرجع ذلك بشكل كبير إلى انطلاق الشحنات من حقل كاشاجان في كازاخستان.

ومع زيادة إنتاج كاشاجان ستزيد الشحنات من خام سي.بي.سي إلى نحو 1.4 مليون برميل يوميا في السنوات القليلة القادمة. ليست هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها سوق البحر المتوسط تخمة في الإمدادات، فالشحنات الإضافية تغادر المنطقة أحيانا متجهة إلى آسيا وأميركا الشمالية.
لكن مصادر في قطاع النفط تقول إن الشحنات أصبحت تتجه الآن إلى وجهات أبعد.

وأظهرت بيانات أن سفينة محملة بالخام الصحراوي الجزائري تبحر إلى أستراليا وكوبا بينما حجزت جلينكور لتجارة السلع شحنة من النفط الليبي ستتجه إلى هاواي واشترت السويد النفط الكردي للمرة الأولى.
يواجه سي.بي.سي عودة النفط الإيراني والليبي إلى السوق بعد فترة غياب بسبب العقوبات التي كانت مفروضة على إيران والحرب والعنف في ليبيا.

وعادت إيران كمصدر عالمي للخام في يناير/كانون الثاني هذا العام وزادت صادراتها من النفط والمكثفات إلى 2.56 مليون برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول مقتربة من أعلى مستوياتها في خمس سنوات ارتفاعاً من 1.07 مليون برميل يومياً في الشهر نفسه من العام الماضي.
وزاد العراق صادراته إلى 3.89 ملايين برميل يوميا في أكتوبر/تشرين الأول ارتفاعاً من 2.7 مليون برميل يوميا قبل عام، لكن معظم شحناته إلى الخارج تتجه إلى آسيا.

وتضاعف الإنتاج الليبي تقريباً إلى نحو 600 ألف برميل يوميا في الشهرين الأخيرين ويجري تصدير معظمه.
وزادت روسيا أكبر منافس لأوبك إنتاجها من الخام ليتجاوز 11 مليون برميل يوميا، مسجلاً أعلى مستوياته منذ الحقبة السوفيتية وتتجه كميات متزايدة منه إلى منطقة البحر المتوسط قادمة من البلطيق بفضل انخفاض أسعار الشحن.
وأظهرت بيانات أن شحنات الخام الروسي من ميناء نوفوروسيسك على البحر الأسود إلى البحر المتوسط ما زالت مستقرة بشكل كبير منذ بداية العام مقارنة مع العام الماضي، بينما ارتفعت الإمدادات من البلطيق نحو 12%.

وفي ضوء تنوّع البنية التحتية لخطوط الأنابيب لديها تستطيع روسيا نقل خامها إلى البحر المتوسط والبلطيق والصين وآسيا والمحيط الهادئ. 
بالنسبة لكازاخستان التي لا توجد لها منافذ بحرية فإن خيارها الرئيسي الوحيد لزيادة الإمدادات هو خط الأنابيب سي.بي.سي إلى البحر المتوسط إذا لم توسع خط الأنابيب القائم إلى الصين.

ويقول تجار إنهم يتوقعون أن تحاول مزيد من شركات التكرير مزج خام سي.بي.سي بخامات أخرى مثل خام البصرة العراقي الثقيل للعملاء الآسيويين كوسيلة محتملة لتقليص التخمة. لكن تلك الاستراتيجية ليست سهلة التنفيذ، نظرا لكمية غاز الميثانثيول غير الضار لكن رائحته نفاذة في خام سي.بي.سي.

وقال أحد التجار "هناك مصاف معينة في إيطاليا تحظر تكرير خام سي.بي.سي، نظرا لقربها من الشواطئ وبسبب رائحته الكريهة". 



(رويترز)



المساهمون