العراق يخمد آخر نيران داعش بالنفط

01 مايو 2018
العراق لرفع إنتاجه من النفط بعد تأهيل الحقول المدمرة(Getty)
+ الخط -


أعلنت وزارة النفط العراقية عن إخماد النيران في آخر الآبار التي أشعلها تنظيم داعش قبل نحو 200 يوم في إطار عملياته الانتقامية، مع خسارته السيطرة على المناطق الواقعة شمال وغرب العراق في المعارك مع الحكومة.

وأضرم داعش النار في 42 بئرا نفطياً شمال البلاد، بينما استعانت وزارة النفط العراقية بنظيرتها الكويتية وشركات نفط أميركية لإخماد النيران التي بدأت قبل نحو ستة أشهر، وتسببت في خسارة العراق أكثر من 100 مليون دولار شهرياً، وفقاً لمسؤولين في قطاع الطاقة تحدثوا لـ"العربي الجديد".

وقال وزير النفط جبار اللعيبي إن الفرق الفنية والهندسية في شركة نفط الشمال والجهات المساندة لها في الشركات النفطية والدفاع المدني تمكنت من إطفاء بئر في حقل العجيل الواقع على بعد 40 كيلومترا شرق تكريت، عاصمة محافظة صلاح الدين (شمال بغداد).

وأكد اللعيبي في بيان وزعته وزارة النفط على وسائل الإعلام، اليوم الثلاثاء، إن هذا البئر هو الأخير من بين 42 بئرا نفطيا أشعلت عصابات داعش النار فيها، لافتا إلى اعتزام الوزارة الإسراع في تطوير حقل العجيل.

من جهته، قال عاصم جهاد، المتحدث باسم وزارة النفط، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن وزارة النفط وضعت خطة لإعادة تأهيل حقل العجيل خلال العام الجاري 2018.

وأضاف جهاد أن "الحقل يعمل الآن بطاقة إنتاجية تراوح بين 5 آلاف و17 ألف برميل يومياً من خلال الآبار غير المتضررة، وسيكون لإخماد النيران والبدء في تأهيل الحقل ككل أثر في رفع الإنتاج إلى مستويات قياسية".

‎‫وكان تنظيم داعش قد سيطر على ستة حقول نفطية في محافظات نينوى (شمال العراق)، وصلاح الدين (وسط)، وكركوك (شمال)، والأنبار (غرب)، خلال اجتياحه للعديد من مناطق هذه المحافظات قبل نحو ثلاث سنوات، ومنها حقل العجيل الذي عمد قبل هزيمته من القوات الحكومية نهاية العام الماضي 2017، إلى إشعال النيران في الآبار النفطية فيه، بينما زرع مئات الألغام والمتفجرات لإعاقة جهود إخمادها.

وقال محمد حسن، الخبير النفطي، لـ"العربي الجديد"، إن العراق أوقف هدراً مالياً كبيراً في إخماد الآبار التي أشعلها داعش، كما أوقف تلوثاً بيئياً خطيراً، مشيرا إلى أن نجاحه في هذه الخطوة يحمل رسالة إيجابية للشركات النفطية المتطلعة للعمل في العراق.

وكان وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي، قد قال في افتتاح مؤتمر لإعادة إعمار العراق في الكويت في فبراير/ شباط الماضي، إن بلاده بحاجة إلى 88.2 مليار دولار لإعادة بناء ما دمرته النزاعات، وآخرها الحرب ضد داعش.

وتدهورت مختلف المؤشرات الاقتصادية للعراق، لا سيما احتياطي النقد الأجنبي، الذي هوى إلى 45 مليار دولار بنهاية 2017، مقابل 77 ملياراً في 2014، فيما تعتمد البلاد بنحو 90% من مواردها المالية على النفط المصدر.

ويخطط العراق لرفع إنتاجه من النفط ويراهن على توسيع قاعدة زبائنه في آسيا تحديداً، خصوصاً أن 60% من صادراته النفطية تذهب إلى هذه الأسواق، وفق ما قاله علاء الياسري، رئيس شركة تسويق النفط (سومو)، في تصريحات صحافية في مارس/ آذار الماضي.

المساهمون