أكد رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم الثلاثاء، أن حكومته ستتخذ الإجراءات اللازمة لمعالجة أزمة الملوحة وتلوث المياه في محافظة البصرة (جنوب العراق)، مبيناً أن مشكلة اللسان الملحي في شط العرب تعود إلى عقود، وأن شح الأمطار في هذا الموسم فاقم الأزمة.
وتابع "وجهنا وزارة البلديات بالتحقيق في انخفاض نسبة الكلور في مياه البصرة، والكشف عن النتائج خلال أسبوع".
وأشار إلى أن مجلس الوزراء العراقي ناقش المشكلة الخاصة بمعالجة المياه في البصرة، موضحاً خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن مسألة منع التجاوزات على الحصص المائية تقع ضمن مسؤولية المحافظة حصراً.
وأضاف أن "إنتاج الكهرباء وصل إلى 16 ألف ميغاواط واتفقنا مع شركة سيمنس لتطوير قطاعات الطاقة وصولاً إلى مستوى تجهير 24 ساعة".
وعبر عن أمله في أن يتم الإسراع بتشكيل الكتلة الأكبر التي تقود لحكومة تلبي مطالب المواطنين ومصلحة البلاد.
وأصيب الآلاف من مواطني محافظة البصرة خلال الأيام الأخيرة بحالات تسمم بسبب تلوث مياه البصرة.
يأتي ذلك في وقت صعد فيه زعماء قبليون في محافظة البصرة الثلاثاء لهجتهم ضد السلطات العراقية التي تجاهلت الاستجابة لمطالبهم التي عبرت عنها تظاهرات واعتصامات انطلقت منذ أكثر من خمسين يوماً.
وقال علي المنصوري وهو أحد زعماء القبائل في البصرة إن الحكومة العراقية تقصدت التغاضي عن مطالب المحتجين التي تعبر عن الحاجات الحقيقية لأهالي البصرة، مؤكداً في حديث لـ "العربي الجديد" أن السلطات العراقية لم تكتف بالتجاهل، بل قابلت الاحتجاجات بالقوة التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المتظاهرين.
وألقى باللائمة على محافظ البصرة أسعد العيداني، ومجلس محافظة البصرة الذين لم يتخذوا إجراءات حقيقية لتنفيذ المشاريع اللازمة التي لو نفذت لما حدثت الكارثة المائية الحالية بالمحافظة، مشيراً إلى وجود إجماع لدى زعماء القبائل في البصرة لتصعيد مستوى الاحتجاجات.
ولفت إلى قيام شيوخ عشائر بالاتصال بالحكومة المحلية في البصرة، ومطالبتها بإغلاق المنافذ الحدودية مع الكويت وإيران المارة عبر حدود المحافظة.
وأضاف "في حال لم تتم الاستجابة وتغلق تلك المنافذ، سنقوم بتنظيم اعتصامات واسعة تغلق الطرق المؤدية للمنافذ الحدودية، وحقول وشركات النفط".
في الأثناء، تتواصل الاحتجاجات في محافظة المثنى (جنوب العراق) احتجاجاً على تردي الخدمات وتفشي الفساد.
وقال عضو بتنسيقيات المثنى إن العشرات تظاهروا مساء الثلاثاء وسط مدينة السماوة (مركز محافظة المثنى)، موضحاً لـ "العربي الجديد" أن المحتجين طالبوا بتحسين الخدمات، ومحاسبة المسؤولين الفاسدين.